إرث زايد.. مرآة الإمارات للعالم
مر على العالم زعامات غيُرت مجرى حياة الأمم، وتركوا بصماتهم يحفظها لهم التاريخ، وتفخر بهم شعوبهم كلما مرت مناسبة وطنية أو ذكرى إنسانية ارتبطت بمواقفهم به.
وبقدر مكانة هذا الزعيم بين الأمم والشعوب يكون حجم الاحتفاء؛ خاصة عندما تكون بصمات هذا الزعيم أبعادها تتعدى الوطن إلى العالمية وربما إلى التفاصيل البسيطة في حياة الناس وساهمت في تغيير العديد من “الحالات” الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال مواقف يشهد بها التاريخ، واحد من هؤلاء الزعماء هو الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي نتذكر أياديه البيضاء في التاسع عشر من كل شهر رمضان الكريم حيث رحل عنا في هذا التاريخ قبل عقدين من الزمن.
بلا شك أنه، واحد من الأيام التي لن ينساها التاريخ الإماراتي ولا التاريخ لأن شهد رحيل شخصية حملت هم الإنسان في كل بقاع العالم، ورغم مرور 20 عاماً على رحيله إلا أن إرثه الوطني باقٍ، ممثلاً في صورتين، الصورة الأول: يتمثل في تأهيل جيل من القيادات السياسية ومن أبناءٍ يحافظون على رسالته الإنسانية.
والصورة الثانية: أن إرثه في بناء دولة أنموذج مستمر في التنمية والازدهار وقيادة التأثير الإيجابي على المنطقة والعالم وبالتالي تم الحفاظ على مكانتها والارتقاء بها مع الإدراك بصعوبة الحفاظ على المقدمة، ولكن هذه هي رؤية الزعماء الخالدين.
لهذا، استحقّ إرث زايد الوطني والإنساني في يوم التاسع عشر من رمضان أن يطلق له صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” مبادرة باسم: إرث زايد الإنساني؛ بقيمة 20 مليار درهم. فهي مبادرة تحمل رؤية عبقرية لأنها أفضل طريقة ومنهج للحفاظ على ما تركته تلك الشخصية التي لم يختلف عليها اثنان في بذل جهده في خدمة وطنه وأمته العربية والإنسانية كلها خاصة. وأن تأتي المبادرة وقد سجلت دولة الإمارات إنجازاً إنسانياً كبيراً بأن تكون الدولة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزة فهذا معناه أنها تقف على أرض صلبة في هذا الجانب الذي بات خدمة الإنسانية صناعة إماراتية بامتياز.
فلسفة دولة الإمارات في الاحتفاء بالأيام الكبرى والخالدة في تاريخها مختلفة فيوم الشهيد عندها هو يوم وطني تستذكر فيه عطاءات أبناء هذه الدولة في خدمة وطنهم ورد ولو جزء بسيط من حقوقها عليهم، ويوم رحيل زايد هو يوم لخدمة الإنسانية في العالم، فهذه الأيام في الإمارات هي سير وذكريات التي تخبرنا عن إنسان هذه الدولة بمسئولياته تجاه هذا الوطن والعالم. وعليه فإن مبادرة “إرث زايد” تحمل للعالم إشارتين اثنتين هما، الإشارة أو الرسالة الأولى هي: تبيان للمجتمع الدولي إرث هذه الدولة في المجال الإنساني من خلال مؤسس اتحادها قبل نصف قرن، الرسالة أو الإشارة الثانية فهي: إثراء المجتمع الدولي بالتجربة الإماراتية سواءً في بناء الأوطان وفي المحافظة على المكتسبات الوطنية وكذلك على المحافظة على الريادة وكذلك إثراء المجتمع الدولي في كيفية الاستثمار في الإنسان والحفاظ عليه باعتباره هو القيمة الأسمى في كل المعتقدات والرسائل الدينية.
“إرث زايد”، سيبقى هو الفارق الأكبر في تاريخ البشرية بين زعيم يرى الإنسان بشكله المجرد كأنه مواطن دولته ويسعى لخدمته وحمايته بكل ما لديه من قدرة، وسيبقى هذا الإرث الذي أطلق مبادرته الشيخ محمد بن زايد مرآة تعرض للعالم ثقافة مجتمع الإمارات وتفاعله مع ما يقلق الإنسان.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.