الإمارات وعمان علاقات أخوية راسخة ومستدامة

الإفتتاحية

الإمارات وعمان علاقات أخوية راسخة ومستدامة

تمثل محادثات القمة التي سيجريها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مع أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، الذي يقوم بزيارة دولة إلى الإمارات اليوم، محطة متجددة ضمن توجه راسخ بين البلدين لمواصلة البناء على مسيرة العلاقات الأخوية التاريخية التي تقوم على ركائز صلبة قوامها الجوار والتعاون والتنسيق والعمل المشترك والإرث العريق من تكامل المواقف وعلاقات القربى ووشائج المحبة في مسيرة تزيدها السنوات قوة وتهدف لكل ما فيه خير وصالح الدولتين وشعبيهما في التقدم والازدهار والتأسيس للمستقبل برؤى عصرية وعلمية في أغلب مسارات التنمية، ومن خلال ما يتم تحقيقه من ارتقاء دائم بالعلاقات النوعية بفعل الحرص المشترك على تنويع مجالاتها لتشمل مختلف القطاعات الرئيسية والحيوية ضمن نهضة حضارية مباركة تنعمان بها، وهو ما يكسب الروابط تميزاً مضاعفاً لما يتم تقديمه من نموذج يقتدى وما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة.
العلاقات الأخوية بين الإمارات وعُمان تتسم بعمقها التاريخي المتجذر بالإضافة إلى ما شهدته من تميز استثنائي يعود إلى عقود طويلة بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه”، والمغفور له السلطان قابوس بن سعيد “رحمه الله”، وتتميز بقوتها على المستويين الرسمي والشعبي، وتكتسب زخمها المتسارع من خصوصيتها والموروث الثقافي وتطابق العادات والتقاليد والنسيج المجتمعي والتقارب والعمل التشاركي في مختلف المجالات الذي تدعمه عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المجسدة لأهمية وفاعلية التعاون الأخوي ومنه نمو التبادل التجاري غير النفطي بينهما إلى 48,7 مليار درهم في عام 2022، بالإضافة إلى كون الإمارات أكبر شريك تجاري للسلطنة “أكبر مصدّر إليها ومستورد منها”، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل وارداتها وتستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.. كما أن الإمارات في مقدمة دول العالم من حيث الاستثمارات في عُمان بقطاعات كثيرة.. وهي جميعها تعكس استثنائية التعاون المتسارع والمبشر بالمزيد من الإنجازات للبلدين، كما أن تشارُك المواقف تجاه القضايا الكبرى والتحديات يعكس حكمة السياسات المعتمدة فيهما من خلال ما تشددان عليه من ضرورة العمل للسلام وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات وإنهاء النزاعات والتكاتف والتعاون لحماية وتحصين الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وهو ما يكسب الدولتين مكانة رائدة ويحظيان بكل الاحترام والتقدير عالمياً لفاعلية توجهاتهما ورؤيتها الاستشرافية ومساعيهما الحميدة.
زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، إلى الإمارات، اليوم، محطة ضمن مسيرة مستدامة بين الدولتين ويتجسد في كافة فصولها الحرص الثنائي على الارتقاء بالتعاون وبحث مختلف القضايا التي تهم البلدين والمنطقة.


تعليقات الموقع