دار “بيتر هارينجتون” تعرض مخطوطات نادرةٌ في “أبوظبي للكتاب 2024”

الإمارات

أعلنت دار بيتر هارينجتون للكتب النادرة، أنها ستعرض خلال مشاركتها في الدورة الـ33 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعةٍ استثنائية من الكتب التي تضم صفحاتها أول ظهورٍ لمنطقة الخليج ولمدينة مكة المكرمة في خرائط مطبوعة “حديثة”، وذلك في كتابٌ ألفه فراكانزيو دا مونتالبودو يحمل عنوان “Itinerarium Portugallensium” ويرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي.

وستعرض دار بيتر هارينجتون، كتابا نادرا آخر، يضم واحدةً من أقدم الخرائط التي تحمل اسم أبوظبي، يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتظهر فيها ملاحظاتٌ مستفيضةٌ لضابطٍ سابقٍ في الجيش البريطاني، وهو يستشهد بكلام عالمي الجغرافيا أبو الفدا ومحمد الإدريسي.

ويُعتقد أن الضابط الإنجليزي استخدم هذه الخريطة خلال محاضرة مصورة عن “تاريخ العرب” قدمها في العاصمة لندن في إبريل العام 1844.

وتعد الخرائط النادرة عنصراً أساسياً في معروضات دار بيتر هارينجتون في لندن، الرائدة في مجال الكتب والمخطوطات النادرة، في نسخة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ إذ ستعرض الدار مطبوعتين استثنائيتين عريقتين؛ هما كتاب “Itinerarium Portugallensium” بقلم فراكانزيو دا مونتالبودو، والذي يتميز بخريطة خشبية مذهلة تظهر منطقة “الخليج العربي”، وتعد أول مرجعٍ مطبوعٍ لمنطقة الخليج، كما تعتبر أول خريطة كبيرة لقارة إفريقيا، وأقدم خريطة مطبوعة “حديثة” تظهر العاصمة المقدسة مكة المكرمة، ومن المقرر أن تطرح الدار هذا الكتاب النادر للبيع بقيمة 450 ألف جنيه استرليني “حوالي 2 مليون درهم”.

وتعتزم الدار كذلك، عرض مجموعة مختارةٍ تضم 124 كتاباً نادراً استثنائياً خلال أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 29 أبريل إلى 5 مايو لاستقطاب الجهات المهتمة بجمع الكتب النادرة في المنطقة من الأفراد ومؤسسات الاقتناء المميزة والمتاحف الإقليمية، والتي بات عددها يزداد في الفترة الأخيرة.

وقال بوم هارينجتون، مالك دار بيتر هارينجتون ” نحن فخورون بالدور الذي نقوم به في الحفاظ على مثل هذه الكنوز التاريخية، واختيارنا لهذه المجموعة الاستثنائية لعرضها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام جاء على أثر الاهتمام الواسع بها من قبل هواة جمع المخطوطات النادرة في منطقة الشرق الأوسط على مر العصور، حيث تهدف اختياراتنا إلى إبراز الأهمية الجيوسياسية المتزايدة لمنطقة الخليج كما جسدتها الخرائط الأولى لمعالم المنطقة خلال عصر الاستكشاف، ونكشف عن جهود القوى العالمية الكبرى التي بُذلت في مجال رسم الخرائط بعد الحرب العالمية الثانية وفي الحرب الباردة”.

وأضاف ” نعتز بعرض هذه القطع النادرة الاستثنائية في أبوظبي، لنوفر للمعاهد الثقافية وكل هواة وعشاق جمع المقتنيات النادرة فرصة فريدة لاستكشاف الثراء الذي طالما تميز به تاريخ الشرق الأوسط من خلال سجلات الخرائط النادرة هذه”.

من جهةٍ أخرى، تعتزم الدار طرح خريطة عريقة توضح في طياتها منطقة أبوظبي من منتصف القرن التاسع عشر للبيع بقيمة 95 ألف جنيه استرليني “نحو 400 ألف درهم”.

وتستند الخريطة إلى العمل الرائد لكارستن نيبور وتم رصدها من بين عددٍ من المكتشفات التي حصل عليها “إل جي إيرنبرغ” و”إدوارد روبيل”، عالما الطبيعة الألمانيان اللذان كانا يجريان عمليات استكشافية للمنطقة على نطاق واسع.

وفي حين أن العديد من أسماء الأماكن الواقعة على ساحل الخليج العربي، بما في ذلك دبي وجزيرة صير بني ياس، سجلت مطبوعة في وقت مبكر من العام 1590م من قبل الصائغ والتاجر الإيطالي غاسبارو بالبي، الذي سافر على متن السفن التجارية البرتغالية، فإن أبوظبي لم تذكر فيها، وتفسير ذلك، أن تاريخ الاستيطان الحديث بدأ في العام 1793م، عندما انتقلت قبائل بني ياس إلى الجزيرة بحثًا عن المياه العذبة، ولذلك لم يظهر الاسم على الخرائط إلا في أوائل القرن التاسع عشر، وبالتالي، تعد هذه الخريطة واحدة من أقدم الخرائط المطبوعة قبل أن يتم إدراج أبوظبي على الخارطة.

ويشير بوم هنا بقوله ” قمنا بتتبع نسختين من هذه الخريطة موجودتين في المكتبة البريطانية بجامعة ديورهام في المملكة المتحدة؛ و11 نسخة أخرى في أوروبا، واثنتين في مكتبة الكونغرس بجامعة هارفارد الأميركية، في حين لم نعثر على أي نسخٍ من تلك الخريطة في مكتبات الشرق الأوسط”.

ومن بين أهم الخرائط الأخرى المعروضة مجموعة من الخرائط النادرة للقوات الجوية الأمريكية، تعد من أقدم الخرائط التفصيلية لكامل شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة تضم 45 خريطة غير مفصلةٍ للمنطقة، وكلها جزءٌ من برنامج رسم الخرائط العالمي الرئيسي الذي قام به الاتحاد السوفيتي، في إشارة واضحة على الأهمية المتزايدة للمنطقة بالنسبة للقوى العالمية خلال الحرب الباردة، وتغطي هذه المجموعة غالبية مساحة المملكة العربية السعودية؛ بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وبعض المواقع الرئيسية بالمنطقة الشرقية، إلى جانب الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة “شاملة الإمارات السبع”، وأجزاء من العراق، وعمان، واليمن.

يذكر، أن دار بيتر هارينجتون تشارك بانتظام في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ العام 2016 في تأكيدٍ على التزامها الراسخ تجاه سوق الشرق الأوسط، الذي يشكل 10% تقريباً من مبيعاتها العالمية.

وتعد الإمارات العربية المتحدة المساهم الرئيسي في أعمال بيتر هارينجتون في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مجتمع هواة جمع الأعمال الفنية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، حيث تتنوع عمليات الاستحواذ الأخيرة لهواة الجمع بالمنطقة بين الكتب الفردية التي تقدر قيمتها بالآلاف إلى المجموعات دقيقة التنسيق والترتيب التي تبلغ قيمتها ملايين الدراهم.

وتشهد عمليات دار بيتر هارينجتون بالمنطقة نمواً ملموساً مستمراً، إلى جانب المنشورات الغربية الرائدة التي تتنوع في موضوعاتها عبر التاريخ الفكري للإنسان من الاقتصاد والتطوير إلى الأعمال التاريخية المميزة، والتي ما تزال تحظى باهتمام المشترين في المنطقة، حيث تثمر عمليات الاستحواذ المؤسسية عن زيادةٍ في الطلب على الأعمال النادرة في مجالات محددة، بما في ذلك النسخ النادرة من التقارير، والوثائق المنسية، وغيرها من السجلات التاريخية التي تسرد مسيرة تكوين العنصر البشري، وازدهار الحضارات في حوض الخليج العربي.

وتشارك دار بيتر هارينجتون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب من خلال الجناح رقم “8E18”.وام


تعليقات الموقع