العمل للتقدم طموح تتشاركه الأمم الساعية للازدهار والتطور، لكن تصدر أعلى القمم والحفاظ على تنافسية عالمية تدوم لسنوات طويلة وتصعب مجاراتها، وتعزيز التفوق الحضاري بنجاحات ومشاريع تفوق الخيال ولا تزال ضمن الأحلام المؤجلة بالنسبة للكثير من الأمم العريقة وصاحبة الباع الطويل في الحداثة والتطوير.. فهو مقياس الريادة الحقيقية الذي يميز مسيرة دبي ومكانتها في طليعة الأكثر تقدماً بفضل رؤية وعزيمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لتكون أيقونة الحداثة بإنجازاتها ومشاريعها غير المسبوقة ومنها تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي التي اعتمدها سموه، وأوامره للبدء الفوري بتشييد المبنى بتكلفة 128 مليار درهم ضمن استراتيجية مؤسسة الطيران بدبي، وبكل ما يمثله المشروع من نقلة نوعية على مستوى الموانئ الجوية في العالم والذي سيضمن تفرد دبي على قمة هرم “القطاع” لعقود قادمة، وهو ما أكد سموه أهميته بالقول: “نحن نبني مشروعاً جديداً للأجيال.. نضمن فيه تنمية مستمرة ومستقرة لأبنائنا.. ولتكون دبي مطار العالم.. وميناءه.. وحاضرته العمرانية.. ومركزه الحضاري الجديد، والله الموفق أولاً وأخيراً”.
“مبنى المسافرين الجديد” الذي يأتي ضمن أجندة دبي الاقتصادية “D33” ومن خلال مستهدفاته الهائلة سوف يضع قطاع الطيران الوطني على أعتاب مرحلة جديدة واستثنائية من الريادة العالمية المطلقة، إذ سيجعل مطار آل مكتوم الدولي الأكبر من نوعه عالمياً ليمتد على مساحة 70 كيلومتراً مربعاً وبطاقة استيعابية تصل إلى 260 مليون مسافر و12 مليون طن بضائع سنوياً.. وسيكون 5 أضعاف مطار دبي الدولي الحالي، وسيضم 400 بوابة للطائرات و5 مدارج متوازية ومبنيين للمسافرين في الجهتين الغربية والشرقية للمطار، وقطار داخلي لسهولة التنقل على مدار الساعة وسيستخدم تقنيات جديدة لأول مرة في قطاع الطيران، بالإضافة إلى مدينة كاملة للمطار في دبي الجنوب سترفع الطلب على السكن إلى مليون نسمة وستضم أهم شركات العالم في القطاع اللوجستي والنقل الجوي.. كل ذلك وغيره يبين كيف أن دبي بعبقرية فكرها القيادي وبفعل رؤيتها المستقبلية أصبحت قلب العالم وعنوان المستقبل.
دبي بما تقدمه من نموذج تنموي فريد بتميزه وفاعلية مشاريعه التي تعزز موقعها الرائد أصبحت بكل جدارة منارة العالم، واليوم فإن المشروع الجديد سوف يضيف الكثير إلى عقد تألقها الفريد وما يرصعه من إنجازات ليكون محركاً إضافياً يسرّع رحلة التحليق بها نحو المستقبل انطلاقاً من رؤية ربانها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، ليتواصل رفع سقف الطموحات بلغة وطنية خالصة أصبحت من خلالها نهضة دبي ومسيرتها تشكل أبجدية جديدة للبناء والتقدم في عالم اليوم الذي يستقي منها الإلهام بعد أن أصبح اسمها رديفاً لقهر المستحيلات واقترنت به الإنجازات الخلاقة والإبداعية لتثبت دائماً أنها درة زمانها وتاج الحضارة.
سعيد بن سيف آل نهيان
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.