استنفار إنساني وعطاء مستدام
التاريخ المشرف في مسيرات الشعوب كما تدونه النجاحات والإنجازات، فإنه يتوج جانباً من أهم محطاته من خلال الجهود الإنسانية التي تهدف للأخذ بيد الشعوب المحتاجة والحد من التداعيات الناجمة عن الأوضاع الصعبة التي تمر بها، وبكل فخر واعتزاز فإن الإنسانية جمعاء تواكب بكل تقدير ما تقوم به دولة الإمارات في حقول البذل والعطاء بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة الخير ورمز الإنسانية بمواقف سموه وجهوده المباركة التي تمثل الأساس لتحقيق الأفضل في حياة المجتمعات ولنجاح كل توجه إغاثي دولي ضمن مسيرة لا تعرف الحدود بحجم وزخم عطائها تجسيداً لما يمثله التضامن الإنساني من سمة بارزة ومستدامة في دولة الإمارات، ومنها “عملية الفارس الشهم 3” تنفيذاً لأوامر سموه والتي تعتبر محطة فارقة على مستوى التاريخ البشري في العمل الإنساني لأهميتها وفاعليتها وتنوع مساراتها التي تمثل رافداً لحياة الأشقاء في قطاع غزة، ومن ضمنها الدعم الصحي سواء بتقديم العلاج اللازم للأطفال الجرحى ومرضى السرطان في مستشفيات الدولة، أو في المستشفى الميداني الإماراتي في غزة أو بالمستشفى العائم في العريش، وعبر مد الأشقاء بالمستلزمات الطبية اللازمة، وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة وتركيب الأطراف الصناعية وإعادة تأهيل المرضى نفسياً وجسدياً تحت إشراف فرق إماراتية لضمان تحقيق أعلى درجات الرعاية وفق أفضل المعايير والبروتوكولات العالمية، وذلك ضمن عزيمة مبهرة تستنفر خلالها الدولة كوادر وطاقات قطاعها الصحي الذي يؤكد في مناسبة جديدة احترافيته وقدراته وإنسانية مستهدفاته وذلك بالتوازي مع تقديم آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية ومستلزمات الإيواء “براً وبحراً وجواً” وغير ذلك الكثير.
العمل الإنساني نهج الأمم المتحضرة والمدركة لأهميته وما يجب أن يكون عليه من توجه ثابت وراسخ تتفق عليه كافة مكونات المجتمع الدولي، والإمارات تثبت دائماً قدرة استثنائية على صناعة الفارق على أرض الواقع من خلال ما تقدمه من دعم إنساني وعبر مبادراتها التي تحرص على تعزيزها وتطويرها ومضاعفة اعداد المستفيدين منها، وكذلك بمسارعتها إلى دعم وتبني كل عمل دولي وتأكيدها الدائم على الضرورة القصوى للعمل المتعدد الأطراف في كافة القضايا وخاصة الإنسانية منها لما يمثله ذلك من انتصار للقيم التي يتفق عليها الجميع وتهدف لإغاثة المجتمعات والحد من معاناة أفرادها خلال الأوقات الصعبة كالصراعات والحروب، وهي ثوابت تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالعمل الإغاثي، كما أن أكثر من يدرك أهمية جهود الإمارات هم سكان قطاع غزة أنفسهم الذين يعبرون عن فخرهم بدعمها الإنساني وكيف أن حياة عشرات الآلاف تتواصل بفعل مبادراتها وجهودها التي تسابق الزمن.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.