الإمارات وباكستان شراكة مستدامة

الإمارات وباكستان شراكة مستدامة

باكستان من الدول التي تجمعها مع الإمارات علاقات تاريخية متجذرة تعود إلى زمن طويل، وتكتسب خصوصية مضاعفة من خلال قوة الروابط الراسخة والحرص المتبادل على تنميتها وتنويع مساراتها وخاصة في المجالات الحيوية كالاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها من الجوانب التي تعزز رؤى البلدين تجاه تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام، وهو ما تم استعراضه خلال مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ودولة محمد شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الإمارات ضمن اللقاءات الدورية التي تتجسد فيها متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين اللذين يقدمان نموذجاً يقتدى لما يجب أن يكون عليه العمل المشترك وأهمية التنسيق تجاه كافة القضايا، كما يشكل دعم الإمارات لباكستان توجهاً مستداماً انطلاقاً من الحرص على تقديم كل ما يصب في صالح شعبها، ومنه إعلان الإمارات عن تخصيص 10 مليارات دولار للاستثمار في قطاعات اقتصادية واعدة في باكستان، وذلك بهدف دعم الاقتصاد الباكستاني وتوثيق التعاون في محطة متقدمة في مسيرة تقف فيها الإمارات دائماً مع باكستان ولم تدخر خلالها جهداً لتقديم كافة أشكال الدعم سواء الإغاثي أو التنموي وهو ما يثمنه الشعب الباكستاني عالياً ويقدر لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة فاعلية توجهاتها ومواقفها المشهودة ودعمها اللا محدود.
الإرث الطويل من التعاون المتسارع بين الإمارات وباكستان يمثل أحد ركائز رؤية البلدين لاستدامة المضي بالعلاقات نحو محطات أرحب وفق خطط عصرية وعبر إيجاد المزيد من مسارات العمل المشترك التي تؤسس لمستقبل مشرق يكون على قدر الطموحات بالأفضل، كما أن تطابق المواقف وتشارك التوجهات والثوابت والعمل ليعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والحرص على إقامة علاقات بناءة مع مختلف مكونات المجتمع الدولي يبين أهمية دورهما وتأثيرهما الكبير وما يمثله التعاون من داعم رئيسي لما فيه خير وصالح المنطقة برمتها، بالإضافة إلى ما يميز مكانة الدولتين من ثقل استراتيجي على امتداد الساحة الدولية وما يحظيان به من تقدير واحترام كبيرين بفعل سياستهما المتوازنة والحكيمة التي تريد الأفضل لجميع الدول ولتنعم الشعوب بالتقدم والازدهار والسعادة.
دولة الإمارات تحرص دائماً على تعزيز العمل المشترك وتدعيم جسور التعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة التي تشاركها الرؤى بأهمية تحقيق نقلات نوعية على مستوى الجهود وإيجاد المزيد من مسارات التعاون وتنمية الشراكات لإحداث نقلات نوعية ونتائج تخدم التنمية والمشاريع المشتركة وتحقق المستهدفات في مضاعفة المكتسبات في كافة القطاعات، وباكستان من الدول التي تعمل الإمارات دائماً على تنمية مجالات التعاون معها والاستفادة من قوة العلاقات التاريخية لتحقيق المزيد من الإنجازات لخير البلدين.