زيارة تاريخية وشراكة متعاظمة
زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، على رأس وفد رفيع المستوى إلى كوريا الجنوبية، تلبية لدعوة فخامة الرئيس يون سوك يول، وما يواكبها من حفاوة ومراسم وأجواء احتفالية مهيبة وتراثية احتفاء بزيارة سموه، وما يتخللها من مباحثات ولقاءات لتطوير الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون الاقتصادي، تعكس قوة العلاقات التاريخية المتنامية بين البلدين والتي تُقدم على مدى 44 عاماً مثالاً يقتدى لما يجب أن تكون عليه الروابط ومستوى التعاون بين الدول الرائدة بنهضتها ومكانتها ورؤيتها للمستقبل، وتبين في الوقت ذاته ما تتسم به من خصوصية وحرص دائم على الارتقاء بها كما أكد سموه بالقول: “العلاقات الإماراتية- الكورية نموذج متميز للعلاقات الإيجابية والبنّاءة، والإمارات حريصة على توسيع آفاقها بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الصديقين”.
صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أكد خلال لقاء سموه وفدي الشركات الكبرى وريادة الأعمال الكورية الذي تخلله بحث العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية المتنامية بين البلدين ودور الشركات ومجتمع الأعمال في تعزيزها، أكد أهمية موقع الإمارات الاستراتيجي وما تؤمنه من فرص ودعم مبيناً سموه أن “الدولة مهتمة بجذب الاستثمارات وتوفر بيئة داعمة لها سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى الأنظمة والتشريعات، وأن موقع الدولة الجغرافي يجعلها بوابة تجارية إلى منطقة الشرق الأوسط”، ومشيراً إلى “أن الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال الزيارة تفتح الباب لمزيد من الفرص للشركات ورجال الأعمال للعمل والاستثمار ما يجعلها نقلة نوعية مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية المستقبلية”.. وهو ما تم تأكيده كذلك خلال منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي – الكوري الذي عقد على هامش “الزيارة” عبر العمل للنمو المشترك وتحفيز الطموحات التي تضع المعرفة والابتكار في قلب مستقبل الدولتين، والتعاون في مختلف المجالات الحيوية وما تحققه من نتائج ومنها زيادة حجم التجارة البينية غير النفطية وتدفقات الاستثمار المتبادل.
الإمارات تلهم العالم بعلاقاتها المتميزة التي تعمل على إقامتها وترسيخها مع مختلف الدول بحيث تقوم على التعاون والانفتاح والعمل الجماعي لوضع المسارات اللازمة وتحقيق مستهدفات التنمية، وتؤكد دائماً على أن ما يشهده العالم من تحولات ومتغيرات توجب التنسيق المشترك للتعامل معها ومواجهة تحدياتها، وهو ما جعل منها الوجهة الأهم لإقامة الشراكات بفعل حضورها الفاعل دولياً ومسيرتها المبهرة وإنجازاتها الفريدة وتفوقها وفق كافة المؤشرات التي تبين تنافسيتها المتنامية وخاصة لكون البناء والتنمية ورفع سقف التحدي لكل ما فيه خير وصالح شعبها يتصدر أولوياتها، وهو ما جعلها قطباً عالمياً مفضلاً لمختلف الدول التي تشاركها التطلعات سواء في قارة آسيا أو باقي أنحاء العالم وذلك ضمن قصة نجاحها الشاملة والتي يعتبر نموذج علاقاتها الدولية أحد وجوهها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.