تعرية أكاذيب وافتراءات المضللين
يدرك العالم تميز النموذج الإماراتي الذي يجسده مجتمعها عبر احتضان رعايا أكثر من 200 جنسية بكل محبة ومساواة ويقدمون أجمل وأرقى صور التعايش، وهو ما يلمسه كل من أنعم الله عليه بأن يتواجد على هذه الأرض المباركة “مقيماً أو زائراً” والجميع يحظون بكل الدعم والترحاب والعيش الكريم، ومنهم الجالية السودانية الشقيقة التي تعي أهمية وعمق الروابط الأخوية التاريخية والمتجذرة بين البلدين، بالإضافة إلى حرص الإمارات على كل ما فيه خير السودان وأمنه واستقراره وصالح شعبه، وهي حقائق لا ينكرها عاقل ولا يستطيع أحد تجاهلها، وعملية متواصلة عبر جهود الدولة الدائمة ومنها خلال الأزمة الحالية التي يمر بها السودان، بتأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإيجاد عملية سياسية ذات مصداقية لإنهاء المأساة المتفاقمة التى يدفع ثمنها الشعب السوداني، وهو ما أكدته دولة الإمارات في رسالتها التي وجهتها إلى مجلس الأمن في معرض الرد المفصل على الادعاءات الزائفة والباطلة التي وردت في رسالة ممثل السودان لدى مجلس الأمن في 10 يونيو 2024، المليئة بالمغالطات والادعاءات المفبركة وتعكس تجاهلاً سافراً وفاضحاً لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، إذ أكدت الإمارات أن “استمرار نشر المعلومات المضللة والروايات الكاذبة، ليست سوى محاولة لصرف الانتباه عن الوضع على الأرض” .. وعبّر بيان الإمارات عن الأسف لقيام مندوب السودان الذي يمثل أحد الأطراف المتحاربة وهي القوات المسلحة السودانية مجدداً بإساءة استخدام اجتماع لمجلس الأمن في محاولة إلقاء اللوم على الآخرين فيما يتعلق بالوضع في السودان.
الرد الإماراتي شديد الوضوح والتوصيف الدقيق ووضع النقاط على الحروف دون محاباة أحد لأن المهم هو السودان واستعادة سلامته، إذ دحض كافة الاتهامات المغرضة بالدليل، وبيّن أن استمرار العنف يؤكد أن لا أحد من الأطراف المتحاربة يمثل الشعب السوداني، وأهمية وضع حد لجميع المجازر التي ترتكب، وتسهيل إيصال المساعدات والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وذلك في الوقت الذي تعزز فيه الإمارات استجابتها الإنسانية للحد من التداعيات الكارثية عن الملايين داخل وخارج السودان عبر اتفاقيات مع الأمم المتحدة لزيادة المساعدات وآخرها تخصيص 70 مليون دولار بالإضافة إلى 130 مليون دولار مقدمة في صورة مساعدات إنسانية منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، وغير ذلك الكثير من قبيل إنشاء مستشفيين ميدانيين بالقرب من الحدود التشادية بعد رفض القوات المسلحة السودانية عرضاً بإنشاء مستشفى ميداني في السودان.
تأكيدات الإمارات في بيانها تشكل قرعاً لجرس الإنذار لما تسببه أزمة السودان من تهديد للأمن الإقليمي مع وجود مخاطر من تحوله مجدداً إلى أرض خصبة لنمو الأيديولوجيات المتطرفة والمنظمات الإرهابية جراء الفراغ الأمني وخطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة مما ينذر بأزمة إقليمية ذات آثار عالمية وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لإنهاء النزاع.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.