الإمارات وإندونيسيا.. علاقات تاريخية وشراكة متنامية

الإفتتاحية

الإمارات وإندونيسيا.. علاقات تاريخية وشراكة متنامية

العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولتي الإمارات وإندونيسيا وما ترتكز عليه من ثوابت ورؤى وقيم راسخة تدعو للسلام والتعايش والتسامح، ومساع هادفة لكل ما فيه خير البلدين، وتعاون متسارع على كافة المستويات وخاصة خلال السنوات الأخيرة، وتكللت بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، بالإضافة إلى اللقاءات الرسمية والتنسيق المتبادل والتوجهات المستقبلية والعمل لتنويع المسارات وإيجاد المزيد من فرص التعاون ودفعها نحو آفاق أرحب بكل ما تقدمه من نموذج متحضر للتعاون على المستوى الدولي يُكسب الروابط العريقة التي تمتد لقرابة نصف قرن الكثير من التميز والخصوصية، وهو ما تعكسه المباحثات والقمم الدورية بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وفخامة جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا الصديقة، الذي بدأ زيارة دولة إلى الإمارات تستمر يومين لبحث تطوير العلاقات الاستراتيجية وتحقيق المزيد من التطلعات في التنمية والازدهار المستدام لصالح الدولتين والشعبين الصديقين.
الأرقام المتنامية توضح المسار التصاعدي وما يتحقق من نقلات على مستوى تطوير العلاقات والتي يبينها تخطى التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وإندونيسيا حاجز الـ 100 مليار درهم خلال 10 سنوات “حوالي 101.91 مليار درهم بين 2014 و2023″، في الوقت الذي تعكس فيه الشراكة الاقتصادية الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ العام الماضي بهدف زيادة حجم التجارة البينية إلى 10 مليارات دولار سنوياً خلال 5 أعوام الزخم المتسارع لعلاقات التعاون، بالإضافة إلى المصادقة على اتفاقية التجارة الشاملة وتخطي قيمة التبادل الـ 16 مليار درهم خلال العام الماضي بنمو 7.2% مقارنة بعام 2022، وغير ذلك الكثير عبر التعاون في قطاعات حيوية وذات أولوية استراتيجية مثل “الطاقة والطاقة المتجددة، والسياحة، والطيران، والزراعة والأمن الغذائي، والبنية التحتية، والنقل، والسياحة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم والثقافة، وكذلك التعاون في إطار المنظمات والمبادرات متعددة الأطراف ومنها الشراكة بين البلدين ضمن مجموعة العشرين تحت رئاسة إندونيسيا عام 2022، والهند عام 2023.
الإمارات وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز جسور التواصل والتعاون والانفتاح مع مختلف الدول، وتأكيدها على أهمية إقامة علاقات نموذجية وعقد الشراكات وتنويع مسارات العمل المشترك، وما يتحقق من نتائج لصالح جميع الأطراف، تقدم نموذجاً يقتدى إقليمياً ودولياً، فهي الشريك الأكثر ثقة وتفضيلاً لما تحرص عليه من روابط تقوم على الاحترام وتحقيق المصالح المتبادلة وتنويع مجالات التعاون وخاصة في القطاعات الأساسية، وذلك على غرار العلاقات بين الإمارات وإندونيسيا بثقلهما الآسيوي والدولي ومكانتهما المرموقة وتنميتهما وما ينعمان به من تقدم وتطور على مختلف الصعد، ولدقة الرؤى المستقبلية التي يتحقق بفضلها نتائج تبشر باستدامة تطوير التعاون وتعزيزه بشكل دائم.


تعليقات الموقع