تظل الآمال معلقة بأن تؤدي ضغوط اللحظة الراهنة، دوليّاً وإقليميّاً، على طرفي الصراع، إلى ما يحفظ المنطقة من تداعيات غير مرغوب فيها

إسرائيل وحزب الله.. مخاطر اتساع المواجهات إقليميّاً

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية

 

إسرائيل وحزب الله.. مخاطر اتساع المواجهات إقليميّاً

 

 

 

 

 

 

من المرجح أن تدفع حرب إسرائيلية أوسع نطاقًا ضد حزب الله، شبكة الوكلاء داخل ما يسمى بــ” محور المقاومة” إلى تصعيد مشاركتهم؛ ما يزيد من خطر اتساع نطاق المواجهات في الإقليم. وفي حين أن الرد الإسرائيلي المحدود هو الأكثر احتمالًا حاليًا، فمن الوارد أن يبقى خطر الخطأ قائمًا في الحسابات، خاصة وأن الديناميات الأمنية والعسكرية ارتباطية بطبعها. وثمة نماذج متعددة تشير إلى أنه كيف أفضى سوء التقدير واستمرار ديناميات التصعيد إلى انزلاق أطراف المواجهة نحو صراعات أكثر عمقًا، وكيف تتحول عمليات عسكرية محدودة إلى مواجهات مفتوحة أكثر ضراوة، برغم أن الأطراف التي بدأتها لم تكن تريد ذلك أو تتقصَّدُه.

من وجهة نظر أركان “محور المقاومة” فإن الهجوم الإسرائيلي المحدود لن يكون كافيًا لهزيمة حزب الله، فضلًا عن أنه لن يفرض عليه تحديًا وجوديًّا. ونتيجة لذلك، في حالة شن هجوم إسرائيلي محدود يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على بعد بضعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية؛ فمن المرجح أن تشن الجماعات المسلحة في شبكة الوكلاء هجمات رمزية ضد الأصول الإسرائيلية، في استمرار لهجماتها المعتادة منذ السابع من أكتوبر. ومن المرجح كذلك أن تنضم الفصائل الفلسطينية المسلحة المتمركزة في لبنان- وأبرزها حماس والجهاد- إلى القتال مع حزب الله لدعمه، كما انضم حزب الله إلى حماس في غزة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن إسرائيل تستهدف بالفعل هذه الجماعات داخل لبنان، مثلما حدث في اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري، أو في تكرار تعقب إسرائيل بضرباتها لكوادر جناح حماس العسكري في لبنان.

وفق هذا السيناريو، ستحافظ إيران من جانبها على تدفق الأسلحة إلى حزب الله، سواء عبر سوريا أو العراق، الأمر الذي من شأنه أن يوفر لحزب الله فرصة استعواض خسائره إذا ما تحول هذا الصراع المحدود إلى حرب استنزاف مطوَّلة. وبالمثل ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستساعد إسرائيل في جمع المعلومات الاستخباراتية وتبادلها، مع الحفاظ على تدفق الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الإسرائيلي.

ونظرًا لأن الحرب تظل محدودة- وفق هذا السيناريو- وأن الدعم الإيراني والأمريكي لحلفائهما لا ينطوي على تدخل عسكري مباشر، فمن المرجح أن تظل الحرب محصورة بين إسرائيل وحزب الله، بدلًا من أن تتحول إلى صراع إقليمي أوسع.

ربما المفارقة في ظل هذا السيناريو المحتمل أنه وبينما تتوافر الدوافع لدى جماعة الحوثي- بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة- لشن المزيد من الهجمات على العمق الإسرائيلي (على غرار هجوم 19 يوليو في تل أبيب)، فإن المتوقع الآن أن ينضبط الانخراط الحوثي عملياتيًا بسقف عدم الرغبة الإيرانية في الانزلاق نحو مواجهة إقليمية شاملة؛ ولهذا ستكون الحسابات أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بهجمات حوثية محتملة داخل العمق الإسرائيلي، في حين سيستمر الحوثيون في تهديد الملاحة بشكل متقطع في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، مع محاولة استهداف شرق البحر الأبيض المتوسط.

*في النهاية، ستظل الآمال معلقة بأن تؤدي ضغوط اللحظة الراهنة، دوليًّا وإقليميًّا، على طرفي الصراع، إلى ما يحفظ المنطقة من تداعيات غير مرغوب فيها، نتيجة تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.

 


تعليقات الموقع