ساعات حاسمة

الإفتتاحية

ساعات حاسمة

يُكثف المجتمع الدولي التحذير من مغبة وقوع انفجار آخر في منطقة الشرق الأوسط وذلك جراء التصعيد والتهديدات الحاصلة والاحتقان المتزايد، بالإضافة إلى إعلان عدد من الدول عن توقيف الرحلات الجوية إلى لبنان وإسرائيل، وتأكيد بعضها على ضرورة مغادرة رعاياها من لبنان وتجنب السفر إليه، وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه المجتمع الدولي أهمية تغليب الحكمة والالتزام بالقانون الدولي ونزع الفتيل الذي ينذر بتوسع وتدحرج كرة النار، وذلك بهدف تجنب مأساة إنسانية جديدة على غرار تلك التي يعاني منها أكثر من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، وأوقعت عشرات آلاف القتلى والجرحى وتسببت في مأساة إنسانية غير مسبوقة ودمار كامل بالقطاع المنكوب، فالمنطقة تمر بمرحلة شديدة الدقة، والأخطر قد يحصل في أي ساعة، وبالتالي يجب أن يكون هناك جهود ومساع تسابق الزمن وتدفع لإسكات البنادق والقصف وإنهاء العنف وإعطاء الفرصة للمسارات والاتصالات الدبلوماسية وتنشيطها بهدف عدم الدخول في متاهة جديدة تضاعف النزيف والدمار الذي يدفع ثمنه المدنيون من حياتهم، ولا شك أن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ من غزة عبر إنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار وتسهيل العمل الإنساني ووصول فرق الإغاثة.. وهذا يبقى رهناً بمدى التجاوب الدولي الفعال انطلاقاً من الإدراك التام لخطورة الأوضاع وقتامة المشهد التي حتى الآن تعزز احتمالات تمدد الحريق وليس العكس مع كل أسف.
الشعوب تريد السلام والاستقرار وتأمل في تركيز الجهود على التنمية، ولا ترى بالحروب إلا كوارث تهدد حياة أفرادها وآمالها بالتقدم، كما أن الخيار العسكري لن يسبب إلا المزيد من الويلات والنكبات والتهجير والتدمير، وهو ما تُجمع عليه أغلب دول العالم التي أصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى أن السلام العادل والشامل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الأمم المتحدة هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يؤسس لحقبة جديدة تستند إلى أسس قوية من التعايش والانفتاح والتنعم بالأمن والاستقرار، وهو توجه يمكن أن تقوم به الدول المؤثرة لتغليب خيار التهدئة ومنع اشتعال صراع آخر يصعب التكهن بحجمه ومدته وما سيتسبب به من كوارث ومآس، فالجهود يجب أن تتركز على إنجاز حلول جذرية للأزمات لتنهي عقوداً من الصراع وتمهد لعدم تكرارها مجدداَ.
ساعات ترقب ثقيلة يعيشها العالم، ولكن الأمل يبقى دائماً موجوداً من خلال التعويل على العقلاء والجهود البناءة والاتصالات التي تجري لتجنب الدخول في متاهة جديدة، وهو ما ستكشفه الساعات وربما الأيام القليلة القادمة التي ستعطي انطباعاً وتصوراً عن التوجه الذي ستسلكه التطورات والجميع يتمنى أن تكون نحو التهدئة وليس العكس.


تعليقات الموقع