عاصمة الإنسانية ورائدة العطاء

الإفتتاحية

عاصمة الإنسانية ورائدة العطاء

العمل الخيري في الإمارات شجرة وارفة بالمحبة والتضامن والاستجابة، غرسها ورعاها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، لتصل فروعها إلى كافة أصقاع الأرض دعماً للمحتاجين والمنكوبين بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية، وتواصل الدولة رفد الكثير من الدول بالمشاريع النوعية التي تعزز قدراتها وإمكاناتها في مسيرة تتجسد في كافة محطاتها قيم الوطن الأنبل بإنسانيته ومكارمه، والتي تؤكد أن عزيمة الإمارات بكل استحقاق مصدر الأمل والأساس لنجاح الحملات الدولية والأممية بفضل جهود ومبادرات وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وحرص سموه على تعزيز إرث الإمارات العريق والمشرّف في ميادين العطاء، وضمان استدامة تصدرها للصفوف وترسيخ موقعها على قمة هرم المانحين الإنسانيين، ومواصلة البناء على مسيرة عقود تؤكد خلالها الدولة أنها عنوان الخير وهي تبادر دون طلب وتغيث وتساعد المجتمعات المحتاجة وتأخذ بيدها، ويكفي للدلالة على فاعلية المواقف الوطنية وأثرها التاريخي أن مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام الدولة في العام 1971، وحتى منتصف العام 2024، تبلغ 360 مليار درهم “98 مليار دولار أمريكي”، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين، وفي الوقت الذي تشارك فيه الإمارات العالم الاحتفاء بـ”اليوم الدولي للعمل الخيري” الذي يصادف في الخامس من سبتمبر، تؤكد أنها رائدة العمل الإنساني بجهودها التي تعكس روح التضامن وتحقق الأفضل في حياة عشرات الملايين على امتداد الساحة الدولية.
الإمارات تؤكد أن العمل الإنساني جسر تواصل مع جميع الأمم وتوجه راسخ في سياستها ومن المبادئ الرئيسية في مسيرتها، ومسؤولية والتزام تعبر عنه بكل ثقة وشجاعة انطلاقاً من قيمها وخصالها ونهج قيادتها وأصالة شعبها، وتبين دائماً أهمية أن يكون متطوراً ويستهدف دعم القطاعات الرئيسية في الدول الأقل تنمية، وتشدد على كونه واجباً واستحقاقاً على عاتق كافة الدول القادرة على المبادرة والبذل، وضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات وضمان تحقيق أفضل النتائج، وتواصل إبهار العالم بإنجازاتها النوعية والخلاقة وتنوع الدعم لمواجهة الكثير من أعقد التحديات وفي أصعب الأماكن دون أن يكون لأعداد المحتاجين أو أوضاع المناطق التي يتواجدون فيها أي تأثير على قوة الجهود.. بل تشكل دافعاً لبذل المزيد وتكثيف المبادرات في مواقف ستبقى خالدة في ذاكرة العالم ووجدان الإنسانية.
العمل الخيري في الإمارات يغيث ويبدد كرب المحتاجين والمنكوبين ويحفظ الكرامة الإنسانية، ويتم دون أي تمييز أو تفريق لأي سبب كان، ودائماً انطلاقاً من قيم نبيلة وحرص ثابت على رفع سقف الطموحات الذي تبينه استجابتها وما تقوم به على المستوى الدولي.


تعليقات الموقع