زيارة تاريخية تعزز الشراكة الاستراتيجية مع الهند

الإفتتاحية

زيارة تاريخية تعزز الشراكة الاستراتيجية مع الهند

العلاقات التاريخية بين الإمارات والهند وما تشهده من تطورات وتحققه من نقلات كبرى بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، تكتسب تميزاً نوعياً على المستوى الدولي كنموذج يقتدى لما يجمع بين البلدين الصديقين من روابط عميقة الجذور، وشراكة استراتيجية وحرص تام على الارتقاء الدائم بها وتنويع مساراتها وإيجاد المزيد من الفرص الداعمة لتحقيق التطلعات بالتقدم والازدهار عبر اللقاءات الدورية بين قيادتي الدولتين، ومنها الزيارة الرسمية التي يقوم بها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى جمهورية الهند الصديقة، ويبحث خلالها مع دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعزيز التعاون المشترك في القطاعات الحيوية المختلفة، ويتخللها كذلك حضور سموه لعدد من الفعاليات المجسدة لمتانة الروابط الاقتصادية والثقافية.. لتشكل محطة إضافية لتعزيز مسيرة العلاقات نحو مجالات أرحب من العمل القائم على التنسيق وتوافق الرؤى، وتأكيد تام على أهمية وديناميكية الجهود لمضاعفة التفوق الحضاري المجسد لمكانة الدولتين قارياً ودولياً كقوتين عالميتين تملكان كافة مقومات التحديث والتطوير واستباق المستقبل، وتبين في الوقت ذاته ما يمثله التعاون من أولوية في سياستي الدولتين لتحقيق المستهدفات في مجالات كثيرة.
القطاعات الرئيسية التي يتم التركيز عليها كالاقتصاد والطاقة والعمل المناخي والتقنيات والأمن الغذائي والتكنولوجيا والتحول الرقمي والصحة والتعليم والثقافة، وما شهدته العلاقات بين الإمارات والهند من محطات نوعية مثل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2017، والشراكة الاقتصادية الشاملة CEPA في العام 2022 بهدف تعزيز الاستثمار والتدفقات التجارية لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار بحلول العام 2030.. تعطي العلاقات دافعاً كبيراً لكل ما فيه خير وصالح البلدين وشعبيهما، كما أن وجود أكثر من 96 اتفاقية ومذكرة تفاهم تم توقيعها على مدى العلاقات التي تعود إلى عقود طويلة، وارتفاع إجمالي التجارة غير النفطية إلى 53.4 مليار دولار في عام 2023 بزيادة 3.94% عن العام 2022 يمثل مؤشراً شديد الدلالة على فاعلية الرؤى وقوة السياسات التطويرية المعتمدة لحاضر ومستقبل العلاقات الاستراتيجية والاستثنائية.
زيارة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، إلى الهند، إضافة قوية لتعزيز زخم العلاقات، وتأتي في الوقت الذي يبدو فيه العالم بحاجة ماسة إلى تعميم نموذج التعاون والشراكة الإماراتية- الهندية في ظل عصر متسارع بأحداثه وتحدياته التي توجب مضاعفة العمل المشترك لتحقيق فوائد يجني ثمارها الجميع.


تعليقات الموقع