شهدت مسيرة دولة الإمارات الكثير من المحطات الوطنية العظيمة ستبقى خالدة وذات دلالات رفيعة بمعانيها الراسخة في الوجدان الوطني، ويدرك أهميتها كافة أبناء الوطن بكل فخر واعتزاز، وتتناقل الأجيال فضلها مؤكدة أهميتها وفاعليتها ودورها الكبير، وتنهل منها الحكم والدروس الوطنية لما فيها من معان عظيمة تتجسد فيها أسمى صور الانتماء لدولة الإمارات، والوفاء المطلق للقيادة الرشيدة التي تضرب أروع الأمثلة على الوطنية والمواطنة الحقة لكل ما فيه خير وصالح اتحادنا الشامخ.. ومنها القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية لإعداد أجيال متمكنة ومستعدة للدفاع عن الوطن في أي وقت.
وبفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، قائد مسيرة المجد الوطني، والزعيم الذي يمضي بوطنه بكل عزم وحرص نحو أعلى مراتب المجد والتقدم والازدهار، وبفعل رؤية سموه الحكيمة، تعيش الإمارات أبهى عصور مجدها المتسارع وتمضي بكل ثقة لتكون الأفضل وترسخ موقعها على أعلى القمم وفي طليعة أكثر دول العالم تطوراً وحداثة، وهو ما تبينه الإنجازات النوعية الرائدة والمكتسبات المتسارعة في مسيرة محصنة بعزيمة أبناء الإمارات واستعدادهم للبذل في سبيل الوطن وحماية نهضته وتنميته الشاملة، وهو ما يعبر عنه الجميع من خلال أداء الواجب المشرف في كل موقع ومكان، ومنها المتمثل بالخدمة الوطنية، وكم نفخر ونحن نواكب بكل اعتزاز حرص القيادة الرشيدة على أن يكون أبناؤها أول الملتحقين، وجنباً إلى جنب مع أبناء الإمارات لأداء الواجب الوطني وهم يقدمون أرقى صور المواطنة من خلال عملهم والتزامهم وفخرهم بأن يكونوا أبناء بارين، تنبض قلوبهم في محبة الوطن وتشكل أعمالهم وسيرهم وما يقدمونه لخدمته أمثلة مشرفة تقتدى وتعكس النهج الوطني الخالص الذي يربى عليه الجميع في إمارات الكرامة والشموخ، وذلك عبر ما يؤدونه من واجب يعكس الإخلاص والوفاء للإمارات.. هكذا هو الشرف العظيم الذي يناله كل من يلتحق لأداء الواجب في كافة مواقع العمل الوطني سواء ما يتعلق بحماية الدولة والذود عن حماها أو المساهمة في تعزيز التنمية وزيادة زخمها، فهنيئاً لهم أن يكونوا أشبالاً في عرين قائد الوطن، وهنيئا للإمارات إخلاص أبنائها وهم يتسابقون لتلبية نداء الواجب ووضع أنفسهم في خدمتها وتأكيد التزامهم وحرصهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من البرامج التي يتم اعتمادها وتتم وفق أرقى المعايير العسكرية والوطنية والتدريبية.
إن أبناء دولة الإمارات يثبتون دائماً إخلاصهم الذي لا يعرف الحدود لوطنهم، وولائهم المطلق لقيادتهم الرشيدة، ولا يفوتون فرصة إلا ويؤكدون خلالها حرصهم الراسخ ليكونوا شركاء في مسيرة المجد والتفوق والريادة التي تحلق بمكانة الدولة وتنافسيتها نحو أعلى القمم، ويبرز دور مجندي الخدمة الوطنية وهم يعملون بكل جهد وعزيمة لتأكيد شرف الانتماء والاستعداد للبذل والعطاء في سبيل الإمارات، ومنها الخدمة الوطنية التي تكبر بها آمالنا وتتعزز ثقتنا بقوة بناء الإنسان المؤمن بقضايا وطنه وتوجهاته ونحن نرى أجيالاً متعاقبة تعبر عن استعداده للاستبسال في سبيل الإمارات ومسيرتها وحماية مكتسباتها، وذلك منذ أن تم اعتماد قانون الخدمة الوطنية قبل 10 سنوات، ليبين خلاله الجميع فداءهم للإمارات ومدى سعيهم ليكونوا الأبناء الذين تربوا على حب الوطن وقيم البذل والعطاء والتضحية في سبيله.
وتمثل الخدمة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز المبادرات الوطنية التي انطلقت عام 2014 بموجب القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2014. على مدار عشر سنوات، كانت الخدمة الوطنية حافزًا لتعزيز الولاء والانتماء، وتنمية الكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات، وتحقيق جاهزية مستدامة لمواجهة التحديات. نستعرض في هذا التقرير أبرز الإنجازات والنتائج التي حققها البرنامج خلال هذه الفترة، مستندين إلى الإحصائيات الواردة.
تعزيز الوعي الوطني والانتماء
أحد الأهداف الرئيسية للخدمة الوطنية كان تعزيز الانتماء والوعي الوطني لدى الشباب الإماراتي. ووفقًا للإحصائيات، نجح البرنامج في زيادة الوعي الوطني بنسبة 86.8% بين المجندين. كما أبدى 88.4% من المجندين استعدادهم للتطوع للدفاع عن الوطن، مما يعكس الأثر العميق للبرنامج في ترسيخ قيم المسؤولية والولاء.
مساهمات في القطاعات الحيوية
خلال السنوات العشر الماضية، لعب المجندون دورًا محوريًا في دعم العديد من القطاعات الحيوية. في مجال الأمن الغذائي، تمكن المجندون من تشغيل مخابز الاتحاد بنسبة إنتاج يومية وصلت إلى 100% خلال فترات الطوارئ، مما ساعد على تلبية الطلب المحلي على ملايين الأرغفة يوميًا. وفي مصنع الأرز الاستراتيجي، تولى المجندون مسؤولية التشغيل الكامل، مما عزز الإنتاجية واستدامة الإمدادات الغذائية. كما أسهموا بشكل كبير في تحسين العمليات التشغيلية في المطارات، حيث ساهموا في تقليل وقت تجهيز الطائرات، مما عزز الكفاءة اللوجستية وساعد في تخفيف الازدحام.
التدريب والجاهزية البدنية
ركزت الخدمة الوطنية على تعزيز جاهزية المجندين البدنية والعقلية. شملت البرامج المخصصة لتحسين الأداء البدني خططًا صحية فردية لمعالجة السمنة وتعزيز التغذية الصحية. هذه الجهود ساعدت على تحسين جودة حياة المجندين، وجعلتهم أكثر استعدادًا لتحمل المهام العسكرية والمدنية. إلى جانب ذلك، تلقى المجندون تدريبًا عسكريًا صارمًا رفع من مستويات الانضباط والالتزام لديهم.
إحصائيات تعكس نجاح البرنامج
أظهرت الإحصائيات تأثيرًا كبيرًا للخدمة الوطنية على المجندين. زاد وعي 86.8% منهم بالقيم الوطنية، في حين أبدى 88.4% استعدادهم للدفاع عن الوطن عند الحاجة. وفي القطاعات الحيوية، ضمنت مخابز الاتحاد إنتاجًا يوميًا بنسبة تشغيل كاملة، بينما أسهم مصنع الأرز في تعزيز كفاءة نظم التعبئة والتغليف، ما أدى إلى استجابة أسرع للطوارئ. كذلك، ساعد المجندون في تقليل أوقات تجهيز الطائرات إلى النصف، مما أظهر تفوقهم في إدارة العمليات اللوجستية.
تحسين الأداء والسلوك
شهد المجندون تحسنًا ملحوظًا في الأداء والسلوك بعد انضمامهم للخدمة الوطنية. طُورت مهاراتهم القيادية والتنظيمية، مما انعكس إيجابيًا على أدائهم الأكاديمي والمهني. كما اكتسبوا مستويات عالية من الانضباط الشخصي، وقدرة أفضل على العمل الجماعي وتحمل المسؤولية. هذه الجوانب عززت من قيمتهم كأفراد فاعلين في المجتمع وقادة محتملين في المستقبل.
مساهمات وطنية
ساهمت الخدمة الوطنية في دعم الجهود الوطنية الكبرى، مثل تأمين فعاليات “إكسبو 2020” ومؤتمر المناخ العالمي “COP28”. كما مكن برنامج “الخدمة البديلة” المجندين من دعم الجهات المدنية، شملت الأمن الغذائي والطاقة والرعاية الصحية. هذه المساهمات تعكس التكامل بين المهام العسكرية والمدنية، وتؤكد دور الخدمة الوطنية في تعزيز التنمية المستدامة.
استراتيجية المستقبل
مع بداية العقد الثاني للخدمة الوطنية، تتطلع الإمارات إلى تعزيز البرنامج بمزيد من الابتكار والتوسع. تتضمن الخطط المستقبلية التركيز على التدريب التقني، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلى جانب تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والصناعية لتأهيل كوادر وطنية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. كما ستستمر الجهود لضمان جاهزية المجندين لدعم القطاعات الحيوية، والعمل على تحقيق أهداف الدولة في التنمية المستدامة.
تعد الخدمة الوطنية في الإمارات نموذجًا رائدًا لتحقيق التوازن بين الأهداف العسكرية والوطنية والتنموية. بفضل الإحصائيات التي تعكس أثر البرنامج خلال السنوات العشر الماضية، يظهر جليًا كيف أصبح هذا البرنامج جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الدولة لبناء مستقبل مستدام وآمن. الإنجازات المحققة تعكس رؤية القيادة الحكيمة ودورها في ضمان استمرارية التنمية الوطنية وحماية مكتسبات الوطن.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.