التضامن من القيم الأساسية التي تعزز العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، حيث يتطلب تقديم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون، أو الذين لم يستفيدوا من فوائد العولمة بشكل كبير

اتجاهات مستقبلية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية
“اليوم العالمي للتضامن الإنساني: وحدة الجهود للحفاظ على الإنسانية”

 

 

اليوم العالمي للتضامن الإنساني هو مناسبة مهمة تحتفل بوحدتنا في إطار التنوع، وتُبرز أهميةَ التعاون العالمي لمواجهة التحديات الإنسانية. يُعد هذا اليوم فرصة للتذكير بأن التضامن ليس مجرد قيمة أخلاقية، وإنما هو ضرورة حتمية لتحقيق العدالة والمساواة في العالم.
إنه يوم لتوجيه الأنظار إلى ضرورة احترام الحكومات لالتزاماتها في الاتفاقيات الدولية، ولاسيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. ويُعد الالتزام بهذه الاتفاقيات شرطًا أساسيًا لتحقيق الأهداف العالمية، بما في ذلك القضاء على الفقر، وتعزيز الرخاء للجميع.
ويمثل هذا اليوم أيضًا فرصة لرفع مستوى الوعي العام حول أهمية التضامن بين الشعوب والمجتمعات. إن التضامن يسهم في تحسين الظروف الإنسانية، ويساعد على توفير الدعم للأفراد والجماعات التي تواجه تحديات كبيرة، سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية، أو بيئية.
ويشجع يوم التضامن الإنساني كذلك على النقاش حول سبل تعزيز التضامن لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، التي تشمل القضاء على الفقر، وتعزيز التعليم، والرعاية الصحية، والمساواة بين الجنسين. ومن خلال الحوار المشترك، يمكن إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمشكلات العالم.
فالتضامن يُعد من القيم الأساسية التي تعزز العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، حيث يتطلب تقديم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون، أو الذين لم يستفيدوا من فوائد العولمة بشكل كبير، مثلما استفاد منها غيرهم بشكل ملحوظ. لهذا السبب؛ أصبح تعزيز التضامن الدولي ضرورة ملحة في ظل تحديات العولمة، وتفاقم التفاوت الاجتماعي والاقتصادي.
وانطلاقًا من هذا المبدأ، خصصت الجمعية العامة يوم 20 ديسمبر للاحتفاء باليوم الدولي للتضامن الإنساني؛ تأكيدًا لأهمية تعزيز ثقافة التضامن، وروح المشاركة في مواجهة الفقر. وقد تبلورت هذه القيمة من خلال مبادرات، مثل إنشاء صندوق تضامن عالمي لمكافحة الفقر، وإعلان هذا اليوم الدولي؛ لتسليط الضوء على أهمية إشراك جميع الأطراف المعنية في الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على الفقر.
ولبيان حتمية التضامن الإنساني، الذي يُعد العمل الإنساني أحد وجوهه، فإنه -وفقًا للأمم المتحدة عام 2021- كان هناك 235 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية؛ ما يعني أن شخصًا واحدًا من كل 33 حول العالم كان بحاجة إلى دعم. وفي عام 2023، ارتفع عدد القتلى من بين عمال الإغاثة إلى أكثر من الضعف خلال عامين، لينتقل من 118 عام 2022 إلى 261 قتيلًا عام 2023، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تتطلب النظرة العامة العالمية للعمل الإنساني لعام 2024 مبلغ 48.65 مليار دولار؛ لمساعدة 186.5 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة، إذ بلغ تمويل النظرة العامة العالمية للعمل الإنساني، حتى نهاية يوليو 2024، نحو 12.26 مليار دولار، أي 11% أقل من العام الماضي في الوقت نفسه. وفي عام 2023، تم اختطاف 78 شخصًا من بين عمال الإغاثة، وإصابة 196 آخرين على المستوى العالمي. وتُظهر بيانات عام 2023 أن جنوب السودان كان أخطر مكان لعمال الإغاثة لسنوات عدة متتالية. وبدءًا من 17 أغسطس 2013، تقدم السودان نحو المرتبة الثانية.
وأخيرًا، يعد هذا اليوم بمنزلة دعوة إلى تشجيع المبادرات الجديدة للقضاء على الفقر؛ أعني المبادرات التي تستند إلى التعاون الدولي، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق التنمية الشاملة، التي تضمن حقوق الإنسان، وتوفير الفرص للجميع.
إن يوم التضامن الإنساني هو تذكير عالمي بأهمية التعاون والعمل المشترك؛ من أجل بناء عالم أكثر عدلًا ورحمة للجميع.


تعليقات الموقع