خبير: الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية وينقل الصناعة إلى آفاق جديدة

الإمارات

في ظل التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، برز الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز الابتكارات التي تؤثر بشكل عميق في جميع المجالات.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير في قطاع التصنيع، أن الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية في تاريخ البشرية، إذ لا يقتصر على كونه أداة تكنولوجية، بل يتجاوز ذلك ليصبح مجالًا علميًا وفلسفيًا يعنى بفهم ومحاكاة العقل البشري.
أشار الفرحان إلى أن الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحوسبة الذي يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر مثل التفكير المنطقي، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات.
وأضاف الفرحان قائلاً: “ما يميز الذكاء الاصطناعي هو قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه التفكير البشري إلى حد بعيد، رغم أنه يظل يختلف عنه من حيث الطبيعة”.
وأكد الفرحان على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في زيادة الكفاءة والإنتاجية، مؤكداً أن الشركات التي تستثمر في هذه التقنية تشهد نموًا ملحوظًا في الإيرادات.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الصناعية والتجارية مثل تحليل البيانات الضخمة، التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق فوائد اقتصادية ضخمة.
وأشار الفرحان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل غير مسبوق في تحسين قطاعات حيوية مثل الصحة والصناعة، ففي مجال الصحة، يساعد الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للأمراض وتخصيص العلاجات، بينما يعزز الإنتاجية ويقلل التكاليف في المجالات الصناعية.
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، أشار الفرحان إلى بعض التحديات الاجتماعية والثقافية، من أبرزها تأثير التقنية على العلاقات الاجتماعية والمؤسسات التعليمية.
وأضاف أنه في قطاع التعليم، تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي تجربة تعليمية مخصصة للطلاب بناءً على تحليل بيانات أدائهم، مما يعزز عملية التعلم.
من ناحية أخرى، حذر الفرحان من أن هذه التقنية قد تؤدي إلى زيادة التفاوت الاجتماعي، حيث أن الأتمتة قد تقلص فرص العمل التقليدية، مما يزيد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.
فيما يتعلق بالتحديات الأخلاقية، أعرب الفرحان عن قلقه من المخاوف المتعلقة بالخصوصية وسوء استخدام البيانات، إذ أن العديد من الشركات الكبيرة تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، مما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات وحمايتها.
ختامًا، أكد الفرحان أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ينبئ بتطورات هائلة، لكنه شدد على أن هذا التطور يجب أن يترافق مع ضمان استخدام التقنية بما يخدم القيم الإنسانية.
وشدد على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة للارتقاء بالبشرية وليس وسيلة للهيمنة عليها، مؤكداً أن الشراكة بين الإنسان والآلة يمكن أن تساهم في تعزيز التقدم، بشرط أن تظل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في صميم هذه الثورة التقنية.


تعليقات الموقع