عطاء إنساني متعاظم

الإفتتاحية

عطاء إنساني متعاظم

الإمارات رائدة الإنسانية بمواقفها ودعمها للمحتاجين، والأكثر حرصاً على تأمين كل ما يلزم لتخفيف معاناتهم ومساعدتهم على تجاوز الأزمات، وذلك انطلاقاً من قيمها الأصيلة والخصال النبيلة المتجذرة فيها، مع العمل على تعزيز الجهود ومضاعفة الاستجابة تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة الخير والعطاء، وأمل جميع المحتاجين حول العالم، وبفضل توجيهات سموه التي ترسخ مكانتها على قمة هرم المانحين للمساعدات من خلال المبادرات الاستثنائية والإنجازات الرائدة التي تتحقق في ميادين العمل الإنساني، وهو ما تعكسه “عملية الفارس الشهم3″، التي تعتبر من أكبر عمليات الإغاثة في تاريخ العالم الحديث، مع تنوع مساراتها، وزيادة زخمها، وشهدت انطلاق المرحلة الأكبر منها لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان غزة بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية، وذلك بتسيير قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية، ليصل عدد القوافل التي تم إدخالها منذ بداية الأزمة إلى 156 قافلة، والمساعدات الإماراتية الإنسانية المقدمة عن طريق البر إلى حوالي 29784 طناً، وبذلك يكون المجموع “500 رحلة جوية، و5 سفن نقل استراتيجي، وأكثر من 2500 شاحنة من مصر إلى داخل غزة منذ بدء العملية”، بالإضافة إلى إغاثة أكبر تجمع للنازحين جنوب القطاع بمحيط جامعة الأقصى في خانيونس، ” 9500 مستفيد من محافظات غزة المختلفة”، في الوقت الذي تم فيه توزيع كسوة الشتاء على 12.500 من السكان، مع الإعلان عن مشاريع حيوية سوف تنفذ في المرحلة القادمة كإصلاح خطوط المياه ودعم المخابز والتكيات لتوفير الغذاء للنازحين والعائدين إلى مناطقهم.
الإمارات أول دول العالم في سرعة الاستجابة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية الضرورية منذ بدء الأزمة الأخيرة “أكثر من 441 يوماً”، ورغم قوة التحديات وخطورة الأوضاع، وعدد المحتاجين الذي يفوق الـ2.5 مليون إنسان، لكن ذلك لم يكن إلا دافعاً لمضاعفة الجهود، ولتكون المبادرات التي تقوم بها الإمارات بشكل منفرد، أو عبر تبني ودعم كل جهد جماعي بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية.. محطات مشرقة ونموذج لقيم التراحم والتآخي الإنساني الواجب، وبينت كذلك المسؤولية الدولية المستحقة وضرورة تسهيل عمليات الإغاثة، فكان لجهودها أعظم الأثر ودافعاً يلهم الجميع، وذلك لما يمثله العمل الإنساني من أولوية وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر احتياجاً من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، وكذلك لنشر الأمل، ويدرك الأشقاء في غزة أهمية تلك الجهود ودورها الرئيسي في تخفيف معاناتهم عبر رفد مئات الآلاف بالمواد الغذائية والطبية والمستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة.
الإنسانية بخير وستبقى كذلك دائماً بفضل جهود الإمارات التي تحظى بتقدير واحترام العالم، وهي لا تقتصر على مناطق معينة أو خلال ظروف محددة فقط، بل تهدف لمد يد العون لكل محتاج، وإنجاز المشاريع التنموية في تجسيد تام لقوة التجاوب الهادف لصالح المجتمعات البشرية.


تعليقات الموقع