تريندز وقمة عالم الذكاء الاصطناعي
يفرض ملف الذكاء الاصطناعي وجوده في أجندة الفعاليات العلمية والرسمية على الصعيد الدولي بشكل لافت، في ظل تنامي القناعة العالمية بأن هذا المجال سيُعيد تشكيل مستقبل العالم في جميع المجالات. فبالأمس احتضنت العاصمة الفرنسية باريس قمة دولية حول الذكاء الاصطناعي، ضمت قادة سياسيين من كل أنحاء العالم، ورواد قطاع التكنولوجيا، وبحثت القمة فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها. وقبل ذلك، خلال الفترة من 4 إلى 6 فبراير، استضافت مدينتا أبوظبي ودبي قمة ومعرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025″، وهي قمة عالمية عُقدت تحت شعار “موجة التغيير الكبرى: الذكاء الاصطناعي في كل شيء”، بمشاركة أكثر من 500 شركة من الشركات التكنولوجية، والعديد من الخبراء وصناع السياسات، حيث ناقشت سياسات الذكاء الاصطناعي، وتحديات إنشاء مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات هائلة من الطاقة، إلى جانب أحدث الأبحاث والاتجاهات المتباينة في القطاع.
تشير بعض التقديرات الدولية إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي وصل إلى 305.90 مليارات دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 738.80 مليار دولار بحلول عام 2030. وفي مجال الرعاية الصحية، أشارت التقديرات الدولية أنه من المتوقع نمو سوق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية من 14.6 مليار دولار في عام 2024، إلى 102.7 مليار دولار في عام 2028. أمّا في مجال التعليم، فقد أشارت تقديرات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وصل إلى 3.7 مليارات دولار في عام 2023، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 47% من عام 2018 إلى عام 2023. وتعني هذه التقديرات وغيرها أن الذكاء الاصطناعي لم يَعُدْ مجرد تقنية ثانوية أو خيارًا تكميليًّا، بل أصبح جزءًا أساسيًّا من الحياة اليومية، ويمثل قوة دافعة نحو ابتكار حلول جديدة لتحسين الكفاءة وتعزيز التجربة الشخصية في مختلف المجالات. هذا التحول يؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير بالغ الأهمية على شكل المستقبل وكيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا.
وانطلاقًا من ذلك، أولى مركز تريندز للبحوث والاستشارات لهذا المجال أولويةً مهمةً في أجندته البحثية لهذا العام. وفي هذا السياق، جاءت مشاركة المركز في قمة ومعرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025” باعتباره شريكًا معرفيًّا، كما أسهم المركز في المؤتمر والمعرض المصاحب للقمة، الذي أُقيم في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي، خلال يوميْ الخامس والسادس من فبراير الجاري، بجناح معرفي مبتكر ومعزز بتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، حيث ضم الجناح استوديو بودكاست إذاعيًّا وروبوتات دردشة ثنائية، ومكتبة ذكية استعرضت أحدث وأبرز إصدارات «تريندز» البحثية والمعرفية. وأيضًا، وضمن مشاركته في اليوم الافتتاحي للقمة، أطلق «تريندز» كتابًا جديدًا باللغة الإنجليزية يحمل عنوان: «عصر الذكاء الاصطناعي الجديد.. تحولات في الحوكمة والمجتمع»، وهو الكتاب الذي يستكشف تحولات الذكاء الاصطناعي في المجتمع والحوكمة والابتكار، كما يسلط الضوء على ظواهر عدة، منها انتشار التزييف العميق، والمعلومات المضللة، ويُبرز أيضًا الدور المزدوج للذكاء الاصطناعي في التحولات الجيوسياسية والمجتمعية.
إن حتمية الانخراط العالمي المتسارع في الذكاء الاصطناعي يُلزم المعنيين، ومنهم مراكز الفكر والأبحاث، وعلى رأسها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بما قدمه على مدار السنوات السابقة من إسهاماته البحثية حول موضوعات الذكاء الاصطناعي، بالمضي قُدُمًا نحو بناء تراكم معرفي وعلمي متماسك واستشرافي، للفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، والتحديات التي قد تتشكل بفعله.
