اتجاهات مستقبلية
“أبيك” والتطلع إلى الغد المستدام
بنظرة إلى المستقبل والتحديات الاقتصادية والفرص الاستثمارية وآفاق التكنولوجيا الحديثة، تلتئم في جيونجو، مدينة الثقافة الكورية الجنوبية، النسخة الـ32 لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي “أبيك”، للتطلع إلى الغد المستدام عبر التواصل والابتكار والازدهار لشعوب دول تمثل معًا نحو نصف التجارة العالمية.
وتركز دول “أبيك” في قمتها هذا العام على التعاون في مجالات: الرقمنة، والتحول الأخضر، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد، إلى جانب استشراف فرص التكنولوجيا المتقدمة في دعم النمو الاقتصادي، وتسريع وتيرة الابتكار، بما يخدم مصالح الدول الأعضاء والشركاء، وتعزيز استراتيجيات التنمية الشاملة والمستدامة، في منتدى يجمع الاقتصادات الكبرى في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وتشارك دولة الإمارات في المنتدى كضيف شرف؛ لدعم الحوار الاستراتيجي والتعاون مع دول المنتدى في تنشيط التجارة العالمية وتشجيع الاستثمار والحوار حول سُبل مواجهة التحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة ومعالجتها، والشراكة في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة.
وقد رسخت دولة الإمارات مكانتها كشريك اقتصادي رئيسي للجمهورية الكورية في اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (CEPA). كما ترتبط كثير من دول المنتدى بتعاون اقتصادي واستراتيجي مع دولة الإمارات، وهو ما يعطي مزيدًا من الزخم لمشاركة الدولة كـضيف شرف رسمي في المنتدى، ويفتح الآفاق لشراكات جديدة واعدة في مجالات عدة، وفي القلب منها التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي.
ومع تواصل الغموض بشأن التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وعدم وضوح آفاق التوصل إلى اتفاق تجاري ملموس، تنعقد الآمال على المنتدى لمناقشة قضايا الاقتصاد الدولي، إذ يُتَوقع أن يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات على هامش قمة “أبيك”، لحل أزمة التعريفات الجمركية.
ويطرح قادة الدول الأعضاء الـ21 في المنتدى قضايا تحرير التجارة والاستثمار والابتكار والاقتصاد الرقمي، مع لقاءات ثنائية بين القادة، إذ سيعقد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس وفد دولة الإمارات في أعمال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، لقاءات مع الرئيس الكوري وقادة دول المنتدى لمناقشة سبل توسيع التعاون مع أبوظبي.
وللقطاع الخاص والتكنولوجيا جانب آخر بالمنتدى، الذي يُعد أكبر حدث للتعاون الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، حيث ستركز القمة على معالجة التحديات المشتركة للأجيال القادمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتغير الديموغرافي، والترويج للاستثمارات.
وينعقد المنتدى في توقيت تشوبه المخاوف الكبيرة، بعد تصعيد جديد في الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، وصفقات الذكاء الاصطناعي الضخمة، ولأنه يضم اقتصادات رائدة في العالم مثل الولايات المتحدة والصين واليابان، و9 أعضاء من مجموعة العشرين، والعديد من الاقتصادات الناشئة، بما يشكل نحو 61% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يمكن أن يسهم في تجاوز الأزمات الدولية.
إن هذا المنتدى قد ينتج عنه خطوات عملية نحو التجارة والمشهد التكنولوجي العالمي؛ فعلى أرض كوريا الجنوبية يجتمع قادة المنتدى لتوسيع الترابط بين الأعضاء، ودعم النمو الاقتصادي المستدام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وتخفيف الأزمات الاقتصادية، في عالم مليء بالتغيرات غير المتوقعة، وقد تساعد مُخرجات المنتدى في سياسة اقتصادية وتجارية واستثمارية أرحب آفاقًا ويسرًا لتجاوز العقبات والتحديات وتعافي الدول من الأزمات بشكل أسرع وأقوى.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.