خلال مؤتمر «إيكا ICA48» في دبي
أكد الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية، أن حكومة دبي تتبنى رؤية اقتصادية متقدمة تقوم على تمكين المؤسسات المالية والأفراد في القطاع المالي، وتعزيز بيئة الأعمال، وتطوير بنية تحتية وتشريعية قادرة على استقطاب الابتكار والاستثمارات في مختلف مجالات الخدمات المالية. وأوضح أن استضافة مؤتمر ومعرض «إيكا ICA48» في دورته الثامنة والأربعين، خلال الفترة من 13 إلى 15 نوفمبر 2025، تعكس ترسخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً لأسواق المال والتكنولوجيا المالية.
وأضاف خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن «إيكا ICA48» يشكل منصة عملية لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات في مجالات التداول وإدارة السيولة والمخاطر، مؤكداً أن النقاشات والمخرجات المتوقعة ستسهم في دعم استقرار الأسواق المالية وتطوير أدوات تمويل مبتكرة تعزز تنافسية المراكز المالية في المنطقة والعالم.
نمو متوازن ومستدام
شدد الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم على أهمية التعاون بين الهيئات التنظيمية والمؤسسات المالية والشركاء الدوليين لضمان نمو متوازن ومستدام لقطاع الخدمات المالية في دولة الإمارات والمنطقة، مشيراً إلى بروز دور شباب المتداولين من الإمارات في أسواق المال، بفضل زيادة وعيهم بالفرص الاستثمارية وتمتعهم بخبرات تقنية وفنية متقدمة. وأوضح أن المشاركة الواسعة في المؤتمر تعكس مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً لأسواق المال والتكنولوجيا المالية، لافتاً إلى أن الحدث يجمع نحو 575 خبيراً من 40 دولة لبحث تطوير قطاع التداول في الإمارات والمنطقة والعالم، وأن انعقاد هذا الحدث في دبي يجسد ثقة المجتمع المالي الدولي في الإمارة كمركز محوري يربط بين الشرق والغرب.
تمويل وتنمية مستدامة
من جانبه، أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن اقتصاد الإمارات مرشح لمواصلة النمو الإيجابي خلال عامي 2025 و2026، بدعم الاستقرار الاقتصادي وزيادة الإنفاق الحكومي وارتفاع الاستثمار في القطاعات غير النفطية في مختلف إمارات الدولة، ما يعزز جاذبية البيئة الاستثمارية وثقة رؤوس الأموال الأجنبية.
الاستثمار في البنية التحتية
استعرض محيي الدين أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في ظل تباطؤ النمو وتقلبات أسعار الفائدة وتداعيات التغير المناخي، مشيراً إلى أن توجيه مزيد من رؤوس الأموال نحو مشروعات البنية التحتية المستدامة والاقتصاد منخفض الكربون بات ضرورة استراتيجية. وأكد أن المراكز المالية القوية، وفي مقدمتها دبي، مؤهلة للقيام بدور محوري في تعبئة التمويل طويل الأجل عبر أدوات تمويل مبتكرة وشراكات أوسع بين القطاعين العام والخاص، مع أهمية ربط أجندة التمويل المستدام بخطط تطوير الأسواق المالية لخلق فرص استثمارية جديدة ودعم استقرار الاقتصادات النامية وتحسين كفاءة تخصيص الموارد.
ثقة المستثمرين الدوليين
بدوره، أكد محمد الهاشمي، رئيس جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية، أن مؤتمر هذا العام يُعد الأكبر في تاريخ الجمعية من حيث عدد الحضور ونوعية المشاركين، ما يعكس الثقة المتنامية في البيئة المالية والتنظيمية لدولة الإمارات. وأشار إلى أن الجمعية تعمل وفق رؤية طموحة لتطوير كفاءات المتداولين، وتعزيز ممارسات التداول المسؤول، وتوسيع شبكات التعاون بين البنوك والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية.
توحيد المعايير
من جهته، أوضح عبد الله داود، رئيس منظمة «إيكا» العالمية، أن انعقاد الدورة الثامنة والأربعين في دبي يواكب مرحلة مفصلية من التحول في الأسواق، مؤكداً دور المنظمة في توحيد المعايير المهنية والارتقاء ببرامج التدريب والتأهيل للمتداولين حول العالم.
وحضر افتتاح المؤتمر سلمان هادي، نائب رئيس جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية، وأمين الصندوق الدكتورة عهود علي ال علي، والدكتور خالد عاشور، وعبد العزيز كشواني، ومريم بورزاق، وأحمد الأهلي، أعضاء مجلس الإدارة.
جلسات وورش عمل
شهد المؤتمر برنامجاً من الجلسات الحوارية وورش العمل المتخصصة تناولت التحول الرقمي في الخدمات المالية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التداول وإدارة المخاطر، ومستقبل العملات الرقمية، إلى جانب مناقشة تطورات خدمات الخزينة والمشتقات المالية. كما تضمن الحدث معرضاً مصاحباً شاركت فيه بنوك محلية ودولية وشركات تكنولوجيا مالية وشركات إدارة أصول، استعرضت أحدث الحلول في مجالات أنظمة التداول والبنية التحتية الرقمية وتحليلات البيانات.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.