صوت الأمواج وثائقي يكشف قوة الصيادات في المحيط الهندي

في تجربة سينمائية واقعية تتناغم مع روح النسوية البيئية، يقدّم فيلم «صوت الأمواج» صورة حيّة لعالم الصيادات اللواتي يواجهن تحديات قاسية في أعماق المحيط الهندي، بين سواحل راميشوارام في الهند وجافنا في سريلانكا، حيث تتقاطع قصص النساء وتتوحّد رسائلهن رغم اختلاف الظروف.
قصص نساء يتحدّين المحن
يوثّق الفيلم حياة مجموعتين من النساء اللاتي يمضين يومهن بين الأمواج ومخاطر البحر لتحقيق لقمة العيش. ففي راميشوارام، تقود «راني» مجموعة من خمس نساء يشكّلن نموذجاً للصمود أمام التقلبات البيئية والسياسية، ويواصلن العمل رغم المخاطر التي تواجههن في البر والبحر.
وفي جافنا، يقدّم الوثائقي صورة موازية لخمس نساء أخريات يمارسن العمل ذاته، في مشهد يبرز أخوّة إنسانية تتجاوز الحدود. ورغم اختلاف الجغرافيا، تجمع «إليزابيث» نساء جافنا على درب واحد، حيث يشكّل البحر لهن ملاذاً ورفيقاً يصاحبهن في مواجهة خسائرهن اليومية.
رؤية فنية تمزج القوة بالرمزية
يحمل «صوت الأمواج» بعداً فنياً يعكس مفهوم النسوية البيئية، مقدماً صوراً للمحيط الهندي، وتُترجمها كاميرا تتنقل عبر المواسم لتكشف تفاصيل مشاهد مذهلة. ويبرز البحر في الفيلم كرمز للارتباط والانفصال، والمرونة والهشاشة في آن واحد.
نهلة الفهد… أول مخرجة عربية تغامر في محيط قصص النساء
يقف العمل خلف رؤية المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، التي تخوض تجربة نوعية بوصفها أول مخرجة عربية توثق هذا العالم في المحيط الهندي. وتقدّم الفهد من خلال هذا العمل رحلة تتجاوز الجغرافيا، وتتعمّق في جوهر حياة نساء قويات يعشن على خط تماس دائم مع الخطر.
وتأتي التجربة استكمالاً لمسار إبداعي غني، إذ شاركت الفهد في إخراج الفيلم الإماراتي «الحجاب الملون» الذي وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل عام ٢٠١٦. وتؤكّد الفهد أنّ «صوت الأمواج» يحمل قيمة شخصية لها، لكونه ينسج قصص البقاء والنسوية البيئية وتحوّلات دور المرأة، وهي موضوعات تجد فيها صدى لمسيرتها القادمة من مجتمع يجمع بين الأصالة والتطور.
إنتاج مشترك ورؤية بحثية دقيقة
يشارك في إخراج الفيلم الباحث وصانع الأفلام «جيبين خوسيه»، الذي يسهم بخبرته الطويلة في مناطق المحيط الهندي في تشكيل الاتجاه السردي للعمل. ويتولى الإنتاج شركتا «ميديا تريبل سفن» و«بيوند ستوديوز» في الإمارات، إلى جانب المنتج المنفذ سارين لال.
كما شارك في التصوير السينمائي «سونيل»، المعروف بأعماله البارزة، بينما تولى المدير الإبداعي الدكتور «راجيش جيمس» الإشراف الفني، مستفيداً من خبرته كصانع أفلام وثائقية حائز على جوائز.