فالنتاين يرفع أرصدة حب الناس مجدداً !

مقالات
محمد خالد الفلاسي: كاتب إماراتي

فالنتاين يرفع أرصدة حب الناس مجدداً !

نبذة سريعة عن عيد الحب أو الفالنتاين كما يحلو للبعض تسمية هذه المناسبة باختصار، ألا وهي تجسد عدة أحداث تاريخية مختلفة باختلاف الروايات، فمنها من ترمز على حب المسجون فالنتاين بابنة السجان، أو أنه فقط حاول علاجها لأنها كانت مكفوفة في حوالي 270م، ومنها من ترمز إلى “تسليك” وتزويج القديس فالنتاين للشباب سراً في القرن الثالث الميلادي بوقت كان المرسوم يأمر الشباب غير المتزوجين للالتحاق بالجيش للمشاركة في الحرب، وهو ما كلفاً حياته بعد أن أعدم لهذا السبب. تتنوع الطقوس من دولة أو ثقافة لأخرى؛ فمهرجان اللوبركاريا هو أحد النماذج التي تلعب في لعبة مثل السحب، وهو بإيجاد أسماء النساء في الجرة، واللاتي يصبحن من نصيب من يلتقط اسمهن! يا ترى هل سيقبل الشاب سيارة “بنتلي” أو اسم الزوجة إذا ما خيّر للسحب !؟
بالرغم من أن أول رسالة حب كانت في 1477 في إنجلترا باللغة الإنجليزية، إلا أنها أصبحت من أهم مصار الإيرادات والدخل في العالم، لاحتوائها على مشاعر محبة وصفاء وبهجة لجميع الأحباب من مختلف أنواع المشاعر، بعد أن وصلت إلى 19.7 مليار دولار في عام 2016، وذلك حسب National Retail Foundation. هذا والعالم لديه مشاكل إرهاب، فماذا كان سيحدث إن اختفى الإرهاب ؟ هل سيصل الرقم إلى ترليون بعد اختفاء الحروب وانتشار الحب؟
الجدير بالذكر أن الصفح والتأكيد على الحب والتواصل هو ديدن هذا اليوم، والذي يتحول إلى ساحة جدال وصراع بين بعض المشايخ الذين يرون بعدم جوازه لأنه يشجع على الفحش، ولكنهم أغفلوا أن الحب إذا ما كان شرعياً بالزواج فلا بأس منه، بل وقد يزيد هذا اليوم المودة والمحبة، والبعض الآخر منهم يرى بعدم جوازه للتشبه بالكفار، بينما هي مناسبة عالمية تمارس في العالم، وبالأساس ليست ذات طابع ديني وإنساني تقوم بترسيخ المحبة بين البشر، وهي التي لا تعرف فرقاً بينهم، فنرى المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم متكاتفين ومتجانسين على مر العصور بثقافة التسامح، إلى أن جاءت الفئات المتعصبة من جميعم لتكسر هذه الأجواء، حتى يتسنى لها التأثير على الجهور لمآرب معينة. فالدين الإسلامي لا يحرم إلا ما قد ورد فيه النص، وإلا فالمباحات بحر كبير للاجتهاد من الفقهاء. مع بقاء الاختلاف في الآراء الفقهية بين العلماء، إلا أن المحبة واضحة وتستحق الوقوف والتمعن في القيم الثرة فيها، فهو لغة القلوب حقاً!


تعليقات الموقع