العولمة بيانات وليس منتجات

مقالات
خاص بالوطن عن "هارفارد بزنس" سوزان لاند وجيمس مانييكا وجاك بوغين

 

كانت نسخة القرن العشرين من العولمة معروفة بسرعة نموّ تجارة المنتجات، مع استحداث أكبر الشركات المتعددة الجنسيات سلاسل إمدادات انتشرت في أرجاء العالم. أمّا اليوم، فباتت العولمة رقميّة. وتزايد حجم دفق البيانات عبر الحدود بخمسة وأربعين مرّة خلال العقد الماضي، على أن يشهد زيادة بواقع تسعة أضعاف بحلول العام 2020.
اليوم، باتت الشركات تتمتّع بفرص غير مسبوقة لتوسيع نطاق عملها عالمياً واكتساب الفعالية. وفي ما يلي بعض التوصيات:
– راجع البصمة التي ستتركها عالميّاً. في الماضي، كانت الشركات المتعددة الجنسيات توسّع نطاق أعمالها عبر بناء نسخة عن شركتها في كلّ دولة تعمل فيها. واليوم، ومن خلال استحداث فرق عمل افتراضيّة تعمل عن بعد، بإمكان الشركات أن توسّع نطاق أعمالها إلى أسواق جديدة من دون أن تخسر سرعة حركتها.
– حدّد معالم استراتيجيّات المنتجات لتتناسب مع عالم مترابط رقميّاً، علماً بأنّ عدداً كبيراً من الشركات، لا سيّما تلك المعنيّة بالتكنولوجيا، تعتمد مقاربة العالَم الواحد والمنتَج الواحد. وبالتالي، تقدّم “آبل” ثلاثة نماذج عن جهازي “آيفون” و”آيباد” اللذين تنتجهما، علماً بأنّ هذه النماذج متطابقة في جميع الأماكن التي تباع فيها. أمّا “غوغل”، فلديها منتجات بحث وخرائط وبريد إلكتروني لم تأخذ بالحسبان في تصميمها العملاء الإقليميين ، في حين أنّ “فيسبوك”، و”أوبر”، و”إير بي أن بي” وغيرها من أسواق الشبكة الإلكترونيّة وسّعت نطاق منصّاتها الرقميّة في دولة تلو الأخرى، مكتفية بإحداث تعديلات طفيفة فيها.
– وسّع نطاق عملك. في حقبة إطلاق المنتجات العالمية هذه، تقف هوليوود في الطليعة. وفي العام 1995، عُرِض فيلم “موت قاسٍ مع انتقام”، الذي حقق أعلى أرقام مبيعات عند صناديق التذاكر، في ثلاثة بلدان فقط خلال الأيّام العشرة التي تلت إطلاقه في الولايات المتّحدة. أمّا في العام 2015، أُطلِق فيلم “حرب النجوم: القوة تستيقظ” في 80 دولة خلال أوّل أسبوع من عرضه، علماً بأنّ القسم الأكبر من أرقام مبيعاته القياسية عند صناديق التذاكر، في أوّل أسبوع من عرضه، جاء من المهجر.
– تعمّق في معرفة المشهد التنافسي الجديد. تمكّن منصّات رقميّة على غرار مواقع “أمازون”، و”علي بابا”، و”إيباي” شركات بغضّ النظر عن حجمها أو موقعها على الكرة الأرضيّة، من إطلاق منتجاتها بسرعة وتسليمها إلى أسواق
جديدة، علماً أنّ أيّ شركة تتمتع بالأصول والقدرات الرقميّة الأكثر رقيّاً هي تلك التي ستحقق فوزاً متزايداً في المعركة على حصّة في الأسواق.


تعليقات الموقع