أكدت نشرة “أخبار الساعة” أن اتفاق ستوكهولم الذي تم التوصل إليه بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات الحوثي في شهر ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة كان كاشفا لممارسات هذه الميليشيات الإرهابية، التي لم تتخل عن نهجها في المناورة والمراوغة من أجل الالتفاف على هذا الاتفاق وعرقلة تنفيذ بنوده المختلفة، كي يظل اليمن يعيش في هذه الحلقة المفرغة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وقالت النشرة – الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس تحت عنوان “ضرورة التصدي لمحاولات الحوثيين تدمير فرص السلام” – إنه برغم أن هذا الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وانسحاب ميليشيات الحوثي من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بحلول نهاية ديسمبر الماضي، ومن المدينة بأكملها بحلول نهاية، أمس “الإثنين” الموافق السابع من يناير الجاري، إلا أن الأيام الماضية كشفت عن إصرار هذه الميليشيات على خرق هذا الاتفاق، فما تزال تصادر المساعدات الإنسانية والغذائية الموجهة إلى الشعب اليمني عبر ميناء الحديدة لصالح ما يسمى “المجهود الحربي” ضاربة عرض الحائط بأرواح المدنيين وظروفهم الإنسانية الصعبة.
وأضافت النشرة أن برنامج الأغذية العالمي قد اتهم مؤخرا، هذه الميليشيات بنهب المساعدات الإنسانية وتوزيعها على أنصارها وتحميلها مسؤولية تدهور الوضع الإنساني الراهن في اليمن، هذا في الوقت الذي تواصل فيه هذه الميليشيات القصف العشوائي للأحياء السكنية، وحتى حينما انسحبت من ميناء الحديدة نهاية ديسمبر الماضي، فإنها قامت بتسليم الميناء لعناصر تابعة لها ترتدي الزي الرسمي لقوات خفر السواحل، وفي الوقت ذاته فإن هذه الميليشيات تتبنى تفسيرا مغلوطا لبعض بنود هذا الاتفاق، وخاصة فيما يتعلق بتفسيرها للمقصود بالسلطة المحلية التي تدير محافظة الحديدة بعد الانسحاب، حيث ترى أن المقصود بالسلطة المحلية هو السلطة القائمة، أي العناصر التابعة لها، بينما ينص اتفاق ستوكهولم على أن قوات الأمن المحلية التابعة للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا هي المسؤولة عن أمن المدينة والموانئ، ولهذا فإن ميليشيات الحوثي الإرهابية مطالبة بسحب أي أشخاص ليس لهم أي صفة قانونية في إدارة المحافظة، ولكن للأسف فإنها تماطل في تنفيذ ذلك البند، وتصر على استمرار وجودها في المدينة بشكل أو بآخر.
وأوضحت أن هذه الخروقات المتكررة من جانب ميليشيات الحوثي الإرهابية تمثل تحديا للأمم المتحدة، ومدى جديتها في ممارسة ضغوط حقيقية على هذه الميليشيات كي تلتزم بهذا الاتفاق وتنفذ بنوده كاملة من أجل الانتقال إلى مرحلة السلام الشامل في جميع أنحاء اليمن ..مشيرة إلى أن الأنظار كانت تتجه إلى الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، إلى اليمن، والتقى خلالها كلا من رئيس فريق الإشراف الدولي في الحديدة، الجنرال باتريك كاميرت، ومسؤولين من ميليشيات الحوثي؛ بهدف إنقاذ اتفاق ستوكهولم، ووضع حد لمراوغات الحوثيين، وإجبارهم على الالتزام بشكل كامل بهذا الاتفاق، والتوقف عن خروقاتهم المستمرة؛ ولكن لم تحقق هذه الزيارة النتائج المرجوة منها.
وخلصت “أخبار الساعة” إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تتعامل مع اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة باعتباره فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف مجددا، وليس كمخرج لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، ولهذا تستمر في وضع العراقيل أمام تنفيذ هذا الاتفاق عن عمد، تارة باستهداف العديد من مواقع الجيش الوطني وشن هجمات، بما في ذلك إطلاق نيران القناصة وصواريخ بالستية متوسطة المدى في الحديدة، وتارة ثانية بإفشال جهود الأمم المتحدة في فتح ممرات إنسانية للمعونات الإغاثية إلى الحديدة، وتارة ثالثة بتقديم تفسيرات مغلوطة لكيفية تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم، الأمر الذي يؤكد بوضوح عدم التزام هذه الميليشيات الإرهابية بالهدنة الأممية منذ دخولها حيز التنفيذ.
واختتمت النشرة بالقول ” إن اتفاق ستوكهولم قد أظهر أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تمثل العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى سلام حقيقي ودائم في اليمن، لأنها لا تتحرك بإرادتها في هذا الموضوع، وإنما ترتهن بإيران وتستجيب لتوجيهاتها في هذا الشأن، وهذا ما أثبتته خبرة المفاوضات السابقة، التي تتحمل هذه الميليشيات مسؤولية فشلها، وتحاول تكرارها الآن من خلال التلاعب باتفاق ستوكهولم .. وطالبت الأمم المتحدة والقوى الدولية الداعمة لهذا الاتفاق التحرك والتصدي بشكل حاسم لخروقات ومناورات الحوثيين الحالية، وإيصال رسالة واضحة لهم بأن المجتمع الدولي لا يمكن أن يغض الطرف عن تدميرهم المتكرر لفرص السلام في اليمن”.وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.