المعركة مستمرة وعلى أشدها

الإفتتاحية

المعركة مستمرة وعلى أشدها

تواصل دولة الإمارات مواجهتها الناجحة في العمل لاجتثاث فيروس “كورونا”، وخلال ذلك حققت الخطط والاستراتيجية الوطنية التي تم اتباعها إنجازات كبرى كانت كفيلة بأن تكون النجاحات شاملة لجميع مراحل التصدي للوباء ومحاربته، ولاشك أن عودة الحياة الطبيعية هي من ثمار التخطيط المحكم والوعي المجتمعي والجهود الجبارة في كافة القطاعات المعنية، ولاشك أن الفضل الأول قد تم بفعل إشراف ومتابعة ورعاية القيادة الرشيدة وحرصها الدائم على الحفاظ على صحة جميع افراد المجتمع وتأكيد أهمية الإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات الرسمية، ومنذ أن تم إعلان اكتشاف الفيروس في نهاية العام 2019، قدمت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات النموذج الحضاري الأكثر اكتمالاً على ضرورة العمل وفق كافة الإجراءات التي تمنع تفشي ذلك الفيروس، وهو في المحصلة كان سبباً رئيسياً في استئناف النشاطات في جميع القطاعات.
هذه الإنجازات العظيمة التي تحققت بجهد جماعي وتلاحم مجتمعي وإحساس عال بالمسؤولية من قبل الجميع، لا تعني أن المعركة انتهت، بل لا تزال مستمرة وهي بالتالي تحمل كل فرد في المجتمع مسؤولية مضاعفة بهدف الحفاظ على تلك الإنجازات وتحصينها وتدعيمها أكثر، لأن أي إخلال أو تهاون يمكن أن ينعكس سلباً على جهود كثيرة عملت ليلاً نهاراً لنصل إلى مرحلة شبه حاسمة في المعركة على الوباء الأخطر بتاريخ البشرية حتى اليوم، ويجب على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية والأمانة التي يحملها كل منهم، فالمرحلة دقيقة وحساسة مع أهمية تلقي اللقاح الذي سارعت الدولة لتأمينه لكل من يقيم على أرض الوطن الطاهرة، خاصة ان العالم اليوم يتحدث عن فيروس متحول وسلالة جديدة تم الإعلان عن اكتشافها في عدد من الدول بداية من بريطانيا، وهو ما يعني أن التنبه ومواصلة الإجراءات واجب وأمر أساسي لكسب المعركة بشكل تام ونهائي، خاصة أن المتابعة لحال الكثير من الدول بينت الضريبة الغالية والكارثية التي تم دفعها جراء التهاون فيما يجب عمله من حيث إجراءات الوقاية الاحترازية، واليوم النصر يبدو قريباً وحاسماً وبقدر ما يتم الالتزام فسيكون تحقيقه أقرب، وهذا يعني أن المواجهة متواصلة بين فيروس لا يزال يحتاج الكثير لمعرفة كل ما يتعلق فيه، وبين رهان الانتصار عليه المتمثل بمدى الوعي في أي مجتمع وما يمثله الالتزام من ضرورة أساسية وثبتة لتحقيق الانتصار اللازم.
الانضباط والعمل على مواصلة الاحتراز ومواكبة توجيهات الجهات الرسمية المختصة التي تتواصل مع الجميع على مدار الساعة، سوف يكون كفيلاً لطي صفحة هذا الوباء إلى الأبد خاصة أن الانتصار يرسم صفحاته الأخيرة التي يترقبها الجميع الذين يجب أن يكون على مستوى المسؤولية ففي هذا الظرف الذي تؤكد من خلاله دولة الإمارات قوتها ومناعتها وقدرتها على سحق كل تحدي وتبديد كل خطر.


تعليقات الموقع