القرصنة الإيرانية

الإفتتاحية

القرصنة الإيرانية

من أخطر الأساليب التي يتبعها النظام الإيراني ضمن محاولاته لتوتير المنطقة وإثارة الأزمات، هو انتهاج القرصنة سواء في مياه الخليج العربي أو في البحر الأحمر عبر أدواته، ولاشك أن تاريخاً طويلاً من التعديات وأعمال القرصنة وآخرها الناقلة الكورية الجنوبية تبين أن نظام إيران لا يمكن إلا أن يتعمد الاستفزاز والتوتير والتعديات ضمن مشاريعه التي يعمل من خلالها على إثارة الفوضى، رغم أن ما يقوم به أفعال مجرمة وفق جميع القوانين وأولها القانون الدولي، لكن نظاماً كحال القائم في إيران يرفض أن يقيم أي وزن للعلاقات الدولية كما يجب ويتجه لافتعال أزمات حقيقية عبر الترهيب والتخويف والتعديات المجنونة التي يقوم بها.
آلة العنف الإيرانية لم تدخر فرصة أو أسلوباً بهدف إشعال الحرائق إلا وانتهجته في كل مكان وجدت إليه منفذاً، وسنوات طويلة من التدخلات الكارثية التي قامت بها إيران في عدة دول بينت المآسي والمخاطر التي تسببت بها سواء عبر تدخلاتها المباشرة أو من خلال أدواتها التي قبلت على نفسها الارتهان لقرار غريب وبعيد كل البعد عن المساق الطبيعي لحياة الأمم وما تستوجبه من وقف الانتهاكات وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية لتكون رادعة للنظام الإيراني تأتي كنتيجة لوقف كل تجاوز يقوم به والحد من تدخلاته وعدوانيته في المنطقة والعالم.
المكابرة التي ينتهجها النظام الإيراني السبب في تردي الأوضاع في الداخل ويحاول الهرب منها إلى الأمام، وهذا ما أدركه الشارع الإيراني وعبر عن غضبه وانتفض أكثر من مرة مؤكداً الرفض التام للسياسات الرعناء المتبعة من قبل النظام وما آل إليه حاله من أوضاع مأساوية جراء تبديد ثروات بلد على الجماعات والتنظيمات التابعة لإيران وما يعانيه من قمع وتنكيل، بالإضافة إلى غياب الخدمات وتفشي الأوضاع الصعبة وخاصة الفقر التي ترزح تحت نيره الأغلبية الشعبية في إيران.
واشنطن كانت واضحة في رسائلها لإيران بأنها لن تسكت عن أي تجاوزات خاصة من ناحية استهداف المصالح الأمريكية في العراق، وهي تدرك تماماً أن الفصائل الإرهابية تتبع مباشرة للقرار الإيراني الذي جندها ضمن أدواته، وفي غياب أي استعداد للالتزام بالقانون فإن إيران تقوم بتعدياتها في عدة اتجاهات، إذ عادت مجدداً رغم التحذيرات الدولية إلى العبث بأمن واستقرار مياه الخليج العربي الذي يعتبر واحداً من أهم الممرات المائية في العالم، وكالعادة تقوم إيران بعمليات قرصنة بين الحين والآخر وتستهدف من خلالها الابتزاز ومحاولة تعطيل الملاحة لأن نظامها لا يجيد إل هذه الأساليب، علماً أن الدول لا تعتمد لغة وأساليب القراصنة إلا إذا كانت في وضع مزري ولم تعد تجيد إلا المكابرة، وما حصل من حادث اختطاف للناقلة الكورية الجنوبية يجب أن لا يمر بدون مساءلة والأهم أن يتفق العالم على أسلوب يمنع تكرار مثل هذه الحوادث.


تعليقات الموقع