أبوظبي تقود العالم للمستقبل

الإفتتاحية

أبوظبي تقود العالم للمستقبل

الطاقة هاجس كبير وتشغل حيزاً يطغى على كل فكر مستقبلي، فهي العصب الأول والأساسي للكثير من مقومات الحياة، ومع التطورات وتزايد التحديات و الطلب العالمي وقراءة المستقبل واستشراف تحدياته، انعكس كل ذلك على قطاع الطاقة مع تزايد الجهود والدراسات وغيرها في محاولة للانطلاق نحو فكرة الاستدامة وتنويع المصادر فضلاً عن الترابط الوثيق بين هذه الأفكار مجتمعة، وهذا موضوع لا يقل أهمية عنه خاصة من حيث الاستدامة والمتمثل بالبيئة، إذ يشكل كل ذلك تحد عالمي كبير يستوجب توحيد الجهود ورص الصفوف وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار ذات الصلة بغية الوصول إلى توجه ينعكس بالفائدة على جميع الشعوب والأمم ولاسيما الأجيال القادمة.
انطلاقاً من ذلك تحظى أبوظبي بمكانة متفردة عن نظيراتها من عواصم العالم، إذ تركز دائماً على المستقبل وتحذر من تجاهل التنسيق الدولي الواجب في استشراف التحديات والاستعداد لها، وهذا يتم بشكل دائم وتبينت صوابية التوجه لذلك منذ ظهور وباء “كوفيد19” وضرورة التوافق على آلية للعمل حتى بعد انتهاء “الجائحة”، إذ بينت التجربة الوطنية الإماراتية الأهمية المطلقة للتنسيق العالمي حول مواضيع كبرى تهم مستقبل البشرية جمعاء، وذلك بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والنظرة السديدة التي تبين الأهمية القصوى للقطاعات الكبرى، ولاشك أن أبوظبي سوف تكون كالعادة منصة عالمية تؤمن الفرصة لصناع القرار والوزراء والخبراء والعلماء والمعنيين لإجراء الدراسات المفصلة والمكثفة بغية استنباط أهم وأفضل الحلول وأكثرها فائدة عبر منتدى الطاقة العالمي الذي تعقد فعالياته افتراضياً بهدف إرساء أجندة الطاقة العالمية.
التحديات تتزايد جراء الجائحة الوبائية، والعالم بات أكثر إدراكاً أنه لم يعد المهم يقتصر على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر فقط، بل يجب أن يكون الخروج أقوى وأكثر فاعلية وبآليات جديدة وفكر أكثر استشرافاً لأي تحد طارئ يمكن أن يصادف العالم، ولاشك أن نهج دولة الإمارات بمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص تجربة ثرية يمكن استقاء الحكم والعبر منها، خاصة أنها تقوم على فكر مبدع خلاق يعمل دائماً لتأمين كل ما تستوجبه أي تطورات أو مستجدات قد يكون لها أي تأثير أو تداعيات كانت.
إن التحديات الحقيقية تأتي غالباً من مضاعفات الأزمات، وتواكبها الفرص لمن يجيد التعامل اللازم معها أو امتلاك المرونة الواجبة، ولأن التحدي كبير جداً والجميع معني به، فإن ما تؤمنه أبوظبي من فرص حقيقية لإثراء الأفكار والتجارب والبحث المستفيض عن أفضل آلية وسبل التعامل في ما يتعلق بالقطاع، هو دعم لخير العالم وقيادة مبشرة من العاصمة الإماراتية لتوحيد الصف العالمي نحو غد الشعوب والأجيال.


تعليقات الموقع