العهد الأمريكي الجديد
تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لتتابع تنصيب جو بايدن الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، بعد أحداث تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، سواء من حيث النتائج التي أوصلت المرشح الديمقراطي أو ما تبعها من أحداث خاصة تلك التي وقعت في 6 يناير وتمثلت باقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب لمبنى الكونجرس في مناظر تابعها العالم بالكثير من الغرابة والاستهجان في آن معاً، مع ما تبعها من تحرك حزب الرئيس الفائز مستغلاً شغله للأكثرية في مجلس النواب للبدء بإجراءات العزل والتحقيق مع ترامب بتهمة الحض على التمرد.. ولكن بالمجمل كل ذلك يبقى شأناً أمريكياً داخلياً وما يترقبه العالم أكثر هو النهج الذي ستسير عليه الإدارة الأمريكية تجاه الكثير من الملفات الدولية سواء التي تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها أو معنية بها مثل العلاقة على ضفتي الأطلسي مع القارة العجوز والخلاف مع الصين وملف الجنون والإرهاب الذي تتبعه كل من تركيا وإيران وما ينتج عن سياسة الدولتين من نتائج مأساوية وتهديد لأمن واستقرار المنطقة وشعوب عدد من الدول التي عانت الكثير جراء ذلك.
كما يتابع العالم بفضول كبير ما إذا كان بايدن ينوي أن يخط نهجاً مستقلاً تتميز به ولايته الأولى أو العودة لاستعادة الكثير من أساليب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وكان حينها جو بايدن نائباً للرئيس، تلك السياسات التي لم تكن مشجعة و شديدة الغرابة تجاه الكثير من القضايا والملفات التي شهدتها المنطقة برمتها خاصة خلال ما عرف زوراً باسم “الربيع العربي”.
الولايات المتحدة بما تمثله من قوة عظمى شديدة التأثير في الكثير من القضايا سواء الناجمة عن أزمات تنتظر حلولاً أو التي تهم المجتمع الدولي ككل مثل قضايا البيئة أو قدرة واشنطن على لعب دور مؤثر أكثر في محاربة وباء “كورونا” مع التحدي الذي يخوضه العالم من ناحية تأمين اللقاحات وتوزيعها.
فترة قليلة سوف يبدأ العالم بتلمس السياسة التي يحملها سيد البيت الأبيض الجديد وتعطي انطباعاً حول التوجه الذي ينوي بايدن ترسيخه في ولايته الأولى، خاصة أن الرئيس الجديد صاحب باع طويل في العمل السياسي يعود إلى عقود خلت كان خلالها عضواً بارزاً في الحزب الديمقراطي ومن الوجوه المعروفة التي طالما كان لها شأن كبير في رسم السياسات الحزبية للديمقراطيين ويتمتع بثقتهم بدليل أنه تمكن من وصول البيت الأبيض بعد محاولات سابقة يعود بعضها لأكثر من 30 عاماً.
بالمجمل تبقى السياسة الأمريكية وآلية استنباط القرارات وتنفيذها ذات آلية محددة بقوة القانون لكنها في النهاية تكون تبعاً لإرادة الرئيس الجديد وتوجهاته والأسلوب الذي سيتعامل به مع مختلف القضايا وهو ما سيكتشفه العالم قريباً، خاصة أن الكثير من الوعود والمواقف قد تنتهي مع نهاية أي انتخابات كانت وتبعاً للظروف التي يمكن أن تكون دافعاً للمواصلة أو العكس.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.