لمجد العرب ومستقبل البشرية
أيام قليلة تفصل العالم أجمع عن فتح علمي عظيم لا يتكرر إلا في حالات نادرة، ويعكس قوة كل أمة تقبل أن تخوض غمار التحدي الخاص بها، والمتمثل بالرحلة التاريخية لـ”مسبار الأمل” الإماراتي الذي لا تقتصر أهميته العظيمة على ما يشكله من إنجاز ودور كبيرين في العمل لسبر الكثير من أسرار كوكب المريخ.. بل من خلال كونه تجسيداً حياً لإرادة الإنسان وعزيمته وقدراته وإمكاناته لكون الإنجاز تم في مرحلة صعبة ودقيقة من عمر البشرية لما مثلته جائحة “كوفيد19” من أزمة عالمية كبرى، وذلك بفضل تصميم القيادة الرشيدة على إتمام المشروع في موعده ليواكب اليوبيل الذهبي للدولة، وقد كان أبناء الوطن على العهد انطلاقاً من إيمانهم برسالة الإمارات الحضارية وقدرتها على تحويل أكبر التحديات إلى فرص يُمكن البناء عليها، ومن هنا فإن “مسبار الأمل” بقدر ما هو نقلة كبرى تؤكد مكانة الدولة بين الكبار في علوم الفضاء، كذلك فإن المهمة ستكون فاصلة بين تاريخين “ما قبل المسبار وما بعده”، فضلاً عما يشكله من باعث ومحفز لأمة يمكن أن تعود مجدداً لتأدية دورها في مسيرة الإنسانية وتستعيد مكانتها بين الأمم، المشروع العملاق هدية الإمارات للعرب وملايين الشباب الذين تُلهمهم بقوة عزيمتها وثباتها وتصميمها، وهو عنوان مرحلة تؤسس للكثير في تاريخ البشرية ولخيرها.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكدا عظمة الإنجاز في جميع مراحله في مناسبات عدة منذ أن ولدت الفكرة الأولى مروراً بالتصميم على العمل وحتى إنجاز “المسبار” لمهمته التي أكدت النجاح العظيم في بناء الإنسان وتأهيله وتمكينه، وفي حرص شديد على الأمة التي طالما كانت صاحبة الباع الكبير في إثراء الإنسانية.. تُقدم دولة الإمارات الدليل الأكبر على أنها أمة حية عبر تسجيل فتح علمي عظيم بالوصول إلى أبعد نقطة كونية وصلها أي عربي بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “الإمارات قادت العرب نحو أبعد نقطة كونية وصلها أي عربي عبر التاريخ.. ورسالتنا رسالة أمل وثقة للشباب العربي”.
عندما تكون الإمارات من ضمن 9 دول تقبل خوض المنافسة في الوصول إلى المريخ وتنجح فهي تكتب بحروف من نور صفحات هي الأغلى في تاريخ الإنسان نحو المستقبل، وهذا بفضل قيادة تُجيد صناعة المجد عبر مبادرات واستراتيجيات كبرى وثقة تامة بأبناء شعبها، بأن كل أمة تنشد التقدم لا بد أن تُشارك بصناعته ليكون أحد وجوه التميز، كما أن السبق العظيم يُجسد الريادة والعنفوان الوطني في تحقيق الإنجازات المتفردة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالقول: “إن مهمة استكشاف المريخ ترجمة لإرادة التقدم التي تميز بلادنا، وهي تجسيد لريادتنا عربياً وإسلامياً، ومن خلال هذه الرحلة نستكشف آفاقا جديدة نحو الأفضل”.
كل هذا كان الرهان الأول في ملحمة بناء الوطن منذ تأسيس الدولة التي أرادها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حيث إن البناء في الإنسان هو الاستثمار الرابح والحقيقي كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالقول: “رهاننا على الاستثمار في الإنسان كان ناجحاً، وشبابنا قادر على خوض غمار المنافسة في كل المجالات من الأرض إلى الفضاء”.
وها هي الدولة تواصل صناعة المجد لأمة تتعطش للأمل وللنجاح وللتقدم لاستعادة التاريخ المشرق.. وللإنسانية التي ترفدها جهود وطن بات حامل مشعل الأمل.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.