الإمارات تحيي مجد العرب

الإفتتاحية

الإمارات تحيي مجد العرب

اليوم مع وصول “مسبار الأمل” إلى كوكب المريخ يحقق أبناء الإمارات واحدة من أنصع صفحات التاريخ، ليكونوا على عهد وطنهم بهم، لتحقيق حلم القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في الوصول إلى أبعد ما وصلته البشرية.
اليوم نشارك الأمة التي نعمل باسمها والعالم أجمع فرحة إنجاز غير مسبوق في رحلة العقل البشري لسبر المجهول وبأكثر ما عمل له بشر، اليوم نؤكد باسم الوطن للجميع أننا فرسان المستقبل الذي نصنعه مبكراً، وبأننا لن نكون في قطاره المنطلق إلى الغد بأقصى سرعة إلا في مقدمته نشارك في إعطائه الزخم الكافي، اليوم تتلخص العزيمة الوطنية بأبهى معانيها فنحن الفاتحون الجدد للكوكب الأحمر .. اليوم نترقب خلال ساعات من يوم تاريخي نحن صناع مجده فتحاً علمياً عظيماً باسم أمة آن لها أن تنهض من عقود طويلة كانت فيها شبه مغيبة عن مكانتها الواجبة لتستعيد ألقها الحضاري ولتعي جيداً أنها يمكن أن تأخذ موقعها اللازم بين الأمم.. اليوم تعجز الكلمات عن وصف مشاعر كل منا ونحن نثبت للعالم أجمع أننا لا نعرف المستحيل مهما عظُمت التحديات.. نقف لنكون الملهمين وصناع الأمل وتحطيم جميع الأرقام القياسية.. نُجل من أسسوا ونفي بجزء من جميلهم وفضلهم بعد قضوا سنين عمرهم يجهدون ويتعبون ليأسسوا أسعد وأجمل الأوطان ولننعم به بكل مقومات الإبداع والنجاح.. نحتفل بأننا المجبولين بإرادة الأرض الطاهرة التي منحتنا القوة وعلمت الإنسان كيف تُصنع الجنان وترتقي الشعوب وتزدهر الحضارات في ملاحم الحياة .. ونُثري البشرية بمحطات من التاريخ يصنعها أصحاب الرسالات الحضارية والمؤمنون بمكانة وطنهم وبأن المجد يُصنع ولا يُوهب.. اليوم هو تاريخ فاصل إن في مسيرة دولة الإمارات والاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، أو في حياة البشرية التي تعترف لنا بشجاعة قراراتنا المتفردة وقدرتنا على النجاح، وهو ما تؤكده قيادتنا الرشيدة دائماً، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”: “نحتفل بخمسين عاماً من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله.. نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد طيب الله ثراهم في بناء الإنسان .. نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة .. نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين.. نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون”.
ما بين الأمس واليوم والغد أجيال صدقت عهدها بالعمل لوطن قدم لها كل ما يلزم لتبدع وتنافس وتتقدم، ولأن الطموحات المشروعة والأهداف الكبرى على قدر العزائم فإن أهل هذه الأرض المباركة الذين يحترفون مقارعة التحديات كما لم يعترفوا بالمستحيل يوماً ولن يقبلوا أن يكون للأهداف سقفاً، اليوم فإن وصول المريخ محطة لم ولن تكون الأخيرة، بل منطلقاً لما سيليها.. إنه زمن دولة الإمارات التي تحلق بالأمة إلى أبعد ما يمكن تصوره.. نجح الرهان ووصلنا وفعلتها الإمارات التي لا تقبل إلا النجاحات المتفردة.. مبارك لقيادتنا ووطننا وشعبنا ولكل محب ومخلص يشاركنا الفخر والعزة في هذا اليوم المجيد من مسيرتنا وتاريخ العالم.

 


تعليقات الموقع