الإمارات أكدت دائماً أنها في قلب المهام الصعبة التي ينبغي على العالم القيام بها لمواجهة أزماته

مبادرات مبتكرة تضع الإمارات في قلب “مهمة القرن”

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية

مبادرات مبتكرة تضع الإمارات في قلب “مهمة القرن”

منح نجاح المجتمع الدولي في تطوير لقاحات لمكافحة كوفيد-19 العالم الأمل في احتواء هذا الوباء تمهيداً للقضاء عليه، لكن هذا الإنجاز سرعان ما بدأ يواجه تحديات كبيرة تمثل أحدها في كيفية تأمين هذه اللقاحات وتوفيرها في أسرع وقت لمختلف سكان الأرض، وهو التحدي الذي تجسد في تنامي الفروقات بين الدول الغنية والفقيرة وتحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن هذه الفروقات تضع العالم على “شفير إخفاق أخلاقي كارثي”.
كما ظهر تحدياً آخر تمثل في الصعوبات اللوجستية لنقل اللقاحات من مواقع تصنيعها وإنتاجها إلى هذا العدد الهائل من الناس في مختلف دول العالم، ولا سيما الدول النامية والفقيرة منها؛ فبحسب اتحاد النقل الجوي الدولي، يتطلب تنفيذ هذه العملية استخدام 8 آلاف طائرة شحن “بوينغ-747” لتقديم جرعة واحدة من اللقاح إلى 7.8 مليار شخص.
ويزداد التحدي الذي تشكله هذه الصعوبات اللوجستية في حالة اللقاحات التي تتطلب ظروف خاصة لنقلها وتخزينها حتى يتم نقل اللقاح بأمان ودون أن يفقد فعاليته؛ فبعض أنواع اللقاحات يجب حفظه وتخزينه في درجات حرارة متدنية للغاية تصل أحياناً إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر على غرار لقاح فايزر- بيونتيك، وذلك عبر مختلف المراحل بدءاً من مرحلة الإنتاج، ومروراً بمرحلة التخزين، ووصولاً إلى مرحلة الاستخدام.
وأمام هذه التحديات وجد العالم نفسه أمام مهمة ضخمة ومعقدة اعتبرت بمثابة “مهمة القرن”، فنقل اللقاح ينبغي أن يتم في طائرات مجهزة بحاويات ذات درجة حرارة يجب أن تصل إلى ما تحت الصفر بكثير. كما ينبغي كذلك أن تتم عملية التخزين وفق أرقى المعايير العالمية بحيث يبقى اللقاح آمناً وفعالاً، بالإضافة إلى ضرورة أن ينقل اللقاح من المخازن إلى أماكن الاستخدام الفعلي وفق إجراءات شديدة الدقة.
وفي مواجهة هذا التحدي العالمي استشعرت دولة الإمارات، كعادتها، مسؤوليتها العالمية، فلم تتردد في المشاركة بجدية لإنجاح هذه المهمة، فبادرت إمارة أبوظبي إلى إطلاق “ائتلاف الأمل” المكون من مجموعة شركات تمتلك خبرات هائلة للتعامل مع أكثر من 6 مليارات جرعة من اللقاحات العالمية نقلاً وتخزيناً وتوزيعاً إلى مختلف دول العالم.
كما سارعت إمارة دبي من جانبها إلى إطلاق مبادرة عالمية أخرى لنقل اللقاحات وتخزينها وتسريع توزيعها حول العالم، مع التركيز على البلدان النامية، وذلك دعماً لمبادرة “كوفاكس” التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتحقيق هدف التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من اللقاحات خلال العام الجاري، وإيصالها إلى البلدان الفقيرة والنامية.
مثل هذه المبادرات التي دأبت الإمارات على إطلاقها تؤكد أنها دائماً ما تكون في قلب المهام الصعبة التي ينبغي على العالم القيام بها لمواجهة أزماته الكبرى، وأنها دائماً ما تستشعر مسؤوليتها الدولية وتبادر إلى تقديم مختلف أوجه الدعم والمساعدة من أجل عالم مزدهر يعمه الأمن والسلام والاستقرار. كما تعزز هذه المبادرات دور الإمارات كشريك موثوق وفاعل للمجتمع الدولي في جهوده الدؤوبة لمواجهة أزمة هذا الوباء والتداعيات التي خلفها على مختلف أوج حياة البشر.


تعليقات الموقع