دانت واشنطن وبرلين وباريس وروما ولندن أمس الأربعاء “بأشد العبارات” إطلاق صواريخ على قاعدة جوّية تضم قوات أميركية في أربيل في كردستان العراق، محذرةً من أنها “لن تتسامح” مع هجمات ضد التحالف.
وقال بيان مشترك “نحن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، ندين بأشدّ العبارات الهجوم الصاروخي الذي وقع في 15 فبراير في إقليم كردستان العراق”، مؤكدين دعمهم التحقيق العراقي الهادف إلى “محاسبة” منفذي الهجوم.
وأضاف البيان أن واشنطن وبرلين وباريس وروما ولندن “لن تتسامح مع هجمات ضد عناصر ومنشآت الولايات المتحدة والتحالف”.
والهجوم هو الأول الذي يستهدف منشآت غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، إذ يعود الهجوم الأخير إلى منتصف ديسمبر عندما انفجرت صواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد.
ويبدو أن الهجوم استهدف مجمعاً عسكرياً في مطار أربيل تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الإرهابيين.
وتبنّت مجموعة تسمي نفسها “سرايا أولياء الدم” الإرهابية الهجوم الصاروخي على أربيل.
لكنّ مسؤولين أمنيين صرحوا أن اسم هذه المجموعة مجرد “واجهة” لمليشيات مسلّحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق. إلا أن طهران تنفي “نفياً قاطعاً” ضلوعها في الهجوم.
وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في تغريدة “مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة” التي “تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار”.
ومن جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد هجوم صاروخي استهدف ليلا قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنودا أميركيين، ما تسبّب بمقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح آخرين من عراقيين وأجانب بينهم عسكري أميركي.
وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة ما وصفتها بأنها “أعمال شنيعة ومتهورة” معتبرة أنها “تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار”.
ودعت إلى “ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة”.
وقال متحدث باسم الحكومة أن مطار أربيل استأنف جدول رحلاته المعتادة بعدما كان مغلقا خلال أمام الرحلات الجوية.
وأكد المتحدث باسم التحالف واين ماروتو أن ثلاثة صواريخ ضربت المطار، ما أدى إلى مقتل موظف مدني أجنبي ولكنه ليس أميركياً.
وأصيب تسعة أشخاص آخرين بجروح، بينهم ثمانية موظفين مدنيين وعسكري أميركي، بحسب ماروتو.
وندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان “بالهجوم الصاروخي”، متعهّداً “محاسبة المسؤولين عنه”.
وأضاف أنه تواصل مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لتأكيد “الدعم” الأميركي “الكامل” لإجراء تحقيق في الهجوم.
واتّهم الحزب الديموقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم “مجموعة ضالة خارجة عن القانون متخفية تحت عباءة الحشد الشعبي وبإمكاناته وامتيازاته ولباسه” بتنفيذ الهجوم، وفق بيان أورده الموقع الإلكتروني للحزب .
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن “العمل الإرهابي الذي استهدف إقليم كردستان يهدف إلى خلق الفوضى وخلط الأوراق”، متعهّدا “إبعاد البلد عن الصراعات وألّا يكون العراق حديقة خلفية لها”.
وأعلن الكاظمي أنه “وجّه بفتح تحقيق مشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لإلقاء القبض على المجرمين”.
وأكّد مصدران أمنيان أنّ الهجوم شُنّ من داخل أراضي كردستان العراق.
وبدأ استهداف منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية في العراق منذ خريف العام 2019 بالصواريخ، لكن معظم هذه الهجمات تركّز في العاصمة بغداد.
وكانت واشنطن توعّدت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنّه في حال قُتل أيّ أميركي في هجوم صاروخي في العراق فإنّها ستنتقم من طهران التي تتّهمها بدعم الجماعات العراقية المسلّحة التي تستهدف المصالح الأميركية في هذا البلد.
لكنّ دعوة بلينكن لإجراء تحقيق تمثّل تحوّلاً كبيراً في المقاربة الأميركية لهذا الملف في عهد الرئيس جو بايدن.
والثلاثاء جدّدت الإدارة الأميركية التأكيد على أنّها لن “تحكم مسبقاً” على هوية المسؤولين عن الهجوم.
وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس “ندعم شركاءنا العراقيين في جهودهم للتحقيق في هذه الهجمات سواء نفذتها إيران أو نفذتها ميليشيات مدعومة من إيران أو عناصر من هذه القوات”.
وأضاف أنّ “الحقيقة المحزنة هي أنّ هذا النوع من الهجمات الصاروخية أصبح أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة مع تطبيق “إدارة ترامب” استراتيجية الضغوط القصوى، وهي استراتيجية لم يصاحبها في نفس الوقت أي حوار دبلوماسي مع الحكومة الايرانية”.ا.ف.ب
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.