مجلس محمد بن زايد .. استعداد مبكر للمستقبل
دائماً يُبقي القادة والزعماء الكبار عيناً على المستقبل، فهم يحملون مسؤولية الغد ومستقبل الأجيال مبكراً، ويشركون شعوبهم بها وخاصة الشباب منهم، فهم عماد المستقبل وقوته التي ستواصل المسيرة، وذلك انطلاقاً من رؤية بعيدة المدى تجيد استكشاف القادم والتعامل الواقعي والواجب مع ما يمكن أن يحمله من تحديات تحتاج إلى بناء القدرات والكفاءات والطاقات الوطنية القادرة على التعامل معها وتعزيز مسيرة الإنجازات والمكتسبات، فالزمن يحمل الكثير من المستجدات والمتغيرات التي تستوجب بدورها أن يتم الاستعداد لغد الأجيال والعمل على إبقائه مشرقاً ومنيراً عبر امتلاك مقومات التعامل معها والبناء المبكر خاصة في الإنسان الذي هو الهدف دائماً من جميع الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية في دولة الإمارات.
ومن هنا فإن “مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل”، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرتكز على الحوار التفاعلي والبناء الذي يمكن من خلاله تنمية طاقات الشباب وتعزيز الأفكار الخلاقة عبر الحوار التفاعلي مع الكثير من الوزراء وصناع القرار والخبراء والرواد العالميين، بحيث يكون بمثابة منصة إلهام متقدمة تضمن دعم التفكير الإبداعي لدى شباب الوطن وشحذ هممهم وتزويدهم بالأفكار والرؤى المبدعة ومعرفة الطريقة الأفضل التي تجعل الاستعداد للمستقبل والمشاركة المبكرة بصناعته من خلال دعمهم لاستشرافه، خاصة أن دولة الإمارات تدخل “الخمسين عاماً القادمة” وهي ترتكز على إرث نصف قرن من النجاحات والمكتسبات والإنجازات التي عززت مكانتها لتكون في مصاف الأفضل عالمياً وفق ما تبينه جميع مؤشرات التنافسية ذات الصلة، واليوم تتضاعف المهمة لأن الأجيال عليها أن تبني على ما تم تحقيقه لتكون الدولة الأفضل عالمياً.
ومن هنا تأتي أهمية “مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل”، بمشاركة آلاف المعنيين والشباب ليكون منصة حوارية من الأهم ليس على مستوى الإمارات أو المنطقة فقط بل العالم أجمع لأن الجميع معني بالمستقبل والكل له طموح مشروع في أن يدخله بثقة دون أن يكتفي بترقبه، فالمستجدات تستوجب آليات جديدة وطموحة تناسب حجم التحديات التي يمكن أن يحملها قادم الأيام.
نؤمن جميعاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائد عالمي من الزعماء الذين يجيدون صناعة الأجيال وتأهيلها وتمكينها، ولقد بينت المسيرة العظيمة لسموه أن القادم لنا وسنكون في طليعة ركبه الحضاري، فنحن في وطن لا يترك شيئاً للصدف بل يعمل على استشرافه والاستعداد له مبكراً، واليوم أتت مناقشات “المجلس” لتكون بمثابة فرصة عظيمة للاستفادة من الخبرات والقراءات المستقبلية ونظرة شباب الوطن للمستقبل.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.