محمد بن راشد يطلق “Operation 300bn” لتحفيز القطاع الصناعي ليكون رافدا أساسيا في منظومة الاقتصاد الوطني في الدولة

الإمارات

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيرعاه الله، الاستراتيجية الوطنية للصناعةوالتكنولوجيا المتقدمة Operation 300bn “مشروع 300 ملياركاستراتيجية حكومية عشرية هي الأشمل من نوعها، للنهوض بالقطاع الصناعي في الدولةوتوسيع حجمه ونطاقه، ليكون رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، ضمن أهداف ومستهدفات تسعى إلى تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الدولة في الناتجالمحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031، مع التركيز على الصناعات المستقبلية التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمةوحلول الثورة الصناعية الرابعة، بما يعمل على تمكين الاقتصاد، وتحفيزه، ورفده بعناصر النمو المستدام.

كما تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الصناعات الحيوية، وتعزيز القيمة الصناعية الوطنية المضافة، من خلال الارتقاء بجودة المنتجالصناعي المحلي ودعمه والترويج له محليا وعالميا، وتهيئة بيئة الأعمال الجاذبة والمحفزة للاستثمار المحلي والأجنبي، من خلال توفير مزايا وتسهيلات تنافسية،بما يسهم في ترسيخ موقع دولة الإمارات كمركز صناعي رائد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحيث تتحول إلى مجمع خبروي لاجتذاب المطورين والمبتكرينوأصحاب المواهب والخبرات، متصدرة مؤشرات التنافسية والازدهار والاستقرار والتنمية المستدامة إقليميا وعالميا.

وسوف تسهم الاستراتيجية التي تنفذها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة من خلال العديد من البرامج والمبادرات التحفيزية في تطوير المنظومة الصناعية،عبر دعم تأسيس 13,500 شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة.

كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الهوية الصناعية الموحدة، التي تشكل امتدادا للهوية المرئية للإمارات، بعنواناصنع في الإمارات،تهدف إلى جعل المنتج الصناعي في الدولة انعكاسا لكل ما تمثله هوية الدولة القائمة على التفرد والتميز، ضمن معايير موحدة على مستوى إمارات الدولة تعتمدأعلى معايير الكفاءة والجودة الفائقة، وإبراز المقوم الإماراتي في المنتج الوطني، وتعزيز تنافسية الصناعة والمنتجات الوطنية، بحيث تكون ضمن الصادراتالإماراتية المطلوبة في العالم لنوعيتها وتنافسيتها.

الصناعة عصب الاقتصادات الضخمة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : ” استراتيجية الصناعة سوف تحقق نقلة نوعية في القطاع الصناعي في الإمارات ليكون المحركالرئيسي للاقتصاد الوطني.. وأساس انطلاقتنا التنموية للخمسين سنة المقبلة بثقة أعظم وسرعة أكبر، لافتا سموه إلى أنالصناعة هي عصب الاقتصاداتالضخمة في العالم.. والإمارات بما لديها من موارد.. وإمكانات وسياسات فاعلة.. وإرادة قيادية.. قادرة على بناء قاعدة اقتصادية عالمية“.

وأضاف سموه: “تطوير القطاع الصناعي وتحقيق اكتفاء ذاتي في عدد من الصناعات الحيوية يشكل حصانة لاقتصادنا في مواجهة الأزمات العالمية، لافتاسموه إلى أن: “القطاع الصناعي في الإمارات حقق إنجازات كثيرة..

ولدينا منتجات وطنية نفخر بها وقادرة على أن تنافس عالميا.. ومهمتنا مضاعفة هذه الإنجازات وتعزيز القيمة الصناعية المحلية وبناء منظومة صادرات تعززتنافسية المنتج الوطني عالميا“.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول : ” نسعى إلى إطلاق مشاريع وصناعات جديدة في إطار منظومة صناعية استشرافية تتصدىللتحديات والمعوقات أولا بأول وتبتكر الحلول وتفكر خارج الصندوق وتتجاوز سقف التوقعات، مضيفا سموه: “تطوير القطاع الصناعي هو تطوير لاستقرارناالاقتصادي.. ومكانتنا العالمية.. ومستقبل أجيالنا القادمة“.

تمكين المنظمة الصناعية الوطنية.

من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إناستراتيجية الصناعة تمثل نقلة تنمويةنوعية في تمكين المنظومة الصناعية الوطنية لتكون دعامة رئيسية في دعامات اقتصادنا الوطني، مشيرا سموه إلى أنها تجسد اهتمام الدولة بقطاع الصناعةكونه أحد أهم محركات الاقتصاد الوطني خلال الخمسين سنة المقبلة ومصدرا أساسيا لتنويع الدخل وخلق وظائف وتحقيق استدامة التنمية.

وأكد سموه أنتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية وغيرها من المبادرات الوطنية يتطلب تضافر الجهود والعقول والخبرات الوطنية والعمل بروح الفريق لدعم توجهدولة الإمارات ورؤيتها نحو التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد معرفي مستدام“.

وشدد سموه على استمرارية النمو لضمان مستقبل آمن ومستقر لأبنائنا وأحفادنا من خلال تمكينهم من مواكبة التطورات التكنولوجية وإتاحة المجال أمامهملتسخير قدراتهم وإمكانياتهم وإبداعهم في الآفاق الجديدة للصناعة والتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة والصناعات الدوائية والغذائية،وغيرها.

وقال سموه: “إن دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها عاصمة اقتصادية في المنطقة وبيئة مثالية للأعمال، لما تمتلكه من مقومات البنية التحتية المتطورةوالبنية الرقمية والخدمات والأمن والعديد من الممكنات والمزايا التنافسية، مضيفا سموه: “تأتي هذه الاستراتيجية لتضع هدفا طموحا لمضاعفة مساهمة قطاعالصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة القيمة الوطنية المضافة من خلال برنامج وطني شامل للنمو الاقتصادي المستدام يستفيد منهذه المزايا ويبني عليها للوصول إلى هدف طموح يواكب أولوياتنا الوطنية، ويأخذ في الاعتبار المعطيات الجديدة خلال مرحلة ما بعد /كوفيد – 19/”.

وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأناستراتيجية الصناعة تعد جزءا من الحراك الذي تقوده جميع القطاعات التنموية في الدولة لتطويرالمنظومة الاقتصادية، من خلال جهد مشترك بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، للانطلاق بقوة وتسارع في مسيرة الخمسين عاما المقبلة لبناء دولة المستقبلعلى دعائم راسخة“.

وقد تم إطلاق استراتيجية الصناعة Operation 300bn “مشروع 300 مليارفي فعالية خاصة أقيمت في قصر الوطن بأبوظبي برئاسة صاحب السمو الشيخمحمد بن راشد آل مكتوم، وحضور كل من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايدآل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وعدد من الوزراء والمسؤولين.

إرساء دعائم اقتصاد وطني مستدام.

وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن القطاع الصناعي في دولة الإمارات يشارك بصورة رئيسة في مسيرةالتنمية الاقتصادية في الدولة منذ التأسيس وحتى اليوم، حيث ساهمت المؤسسات الصناعية في الدولة في بناء منظومة صناعية تملك كل مقومات النمو، وفيتنويع القاعدة التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني لضمان استدامته وتعزيز قدرته لدفع المسيرة التنموية للإمارات خلال العقود الماضية.

وأوضح معاليه أن استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تمثل برنامجا شاملا للمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام، وأن إطلاق هذهالاستراتيجية يعكس اهتمام حكومة الإمارات بهذا القطاع الحيوي والعمل على توفير كافة مقومات النجاح التي تضمن له المساهمة الفاعلة في ترجمة الرؤيةالمستقبلية للدولة الساعية إلى بناء منظومة اقتصادية راسخة وقوية يشكل القطاع الصناعي المحرك الرئيسي فيها.

وثمن معاليه عاليا الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولةحفظه اللهوصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيرعاه اللهوصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقواتالمسلحة، مؤكدا أن دولة الإمارات، ومن خلال الفكر الاستشرافي للقيادة الرشيدة، حريصة على تطوير قطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ورفده بالمقوماتوالعناصر التي تمكنه من مواجهة المتغيرات والتحديات، باعتباره دعامة رئيسة للاقتصاد.

وتابع قائلا: “يشكلمشروع 300 مليارنقلة نوعية في القطاع الصناعي في دولة الإمارات حيث يستهدف هذا البرنامج الوطني رفع مساهمة القطاعالصناعي في الناتج المحلي إلى 300 مليار درهم، ورفع الإنتاجية، وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين، وبما يعزز القدرات والمزايا التنافسية للصناعاتالوطنية الحالية والمستقبلية على المستويين المحلي والعالمي“.

ولفت معاليه إلى أنالتحدي الأبرز الذي واجهته البشرية في عام 2020 خلال تفشي جائحة /كوفيد-19/ قد دفع الدول حول العالم إلى إعادة تحديد أولوياتها،وأن توجيهات القيادة في دولة الإمارات كانت باستمرار التركيز على ضمان تنافسيتنا وتميزنا، وبقاء الإمارات في المراكز الأولى عالميا فيما تستعد للمستقبلوللخمسين سنة المقبلة. وقام فريق العمل في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بإجراء دراسة واسعة والتواصل مع مختلف الجهات المعنية بالقطاع لوضع هذهالاستراتيجية الجديدة التي تهدف إلى المساهمة في إرساء دعائم اقتصاد وطني مستدام ومتنوع يعتمد على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة وتطبيقاتالثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الحيوية، وبناء القدرات في الصناعات المستقبلية“.

وعن أهداف المشروع الذي يشكل استراتيجية وطنية متكاملة للقطاع الصناعي، قال معاليه: “نسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى الاستفادة من الخصائصالفريدة والمزايا التنافسية التي تتمتع بها الإمارات كوجهة اقتصادية عالمية، ونعمل على توفير كافة سبل الدعم لرواد الأعمال والمستثمرين بما يشمل الإطارالتشريعي المتطور والبنية اللوجستية والتسهيلات وحلول التمويل المرنة“.

وأوضح معاليه أن الاستراتيجية الجديدة تشمل العمل على تطبيق برنامج القيمة الوطنية المضافة على مستوى الدولة للمساهمة في إعادة توجيه المصروفات إلىالاقتصاد المحلي، وخلق المزيد من الفرص أمام الشركات الإماراتية، كما سيتم العمل على تطوير منظومة المواصفات والمقاييس لدعم المنتجات الوطنية محلياوكذلك تصديرها إلى مختلف أنحاء العالم“.

– Operation 300bn.. قفزة صناعية هائلة.

واستعرض معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الملامح الرئيسية لـ Operation 300bn “مشروع 300 ملياركاستراتيجية متكاملة تسعى إلى إحداثتحول جوهري في القطاع الصناعي في دولة الإمارات في مختلف المجالات الحيوية، ضمن إطار مرحلي مدروس ووفق مقاربة جذرية شاملة، تأخذ في الاعتبارالصناعات النوعية التي تترجم الأولويات الوطنية الملحة، والصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، بما يعمل على تمكين الاقتصاد، وتعزيزتنافسية الدولة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من الصناعات الرئيسية، ضمن مستهدف عشري، يسعى إلى مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي من 133 مليار درهم في الوقت الراهن، وهو ما يعادل 8.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031، ورفع مستوى الإنتاجيةالصناعية، كما ونوعا، بحيث تصبح دولة الإمارات في مصاف الدول العالمية التي يحتل القطاع الصناعي فيها حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتعمل الاستراتيجية في إطارها العام، كما أوضح معالي د. سلطان الجابر في معرض تقديمه، على المستوى الرأسي من خلال تدعيم وتمكين الصناعاتالقائمة التي تتصدر القطاع الصناعي في الدولة لجهة مخرجاتها وقيمتها الصناعية الوطنية المضافة، بحيث يتم البناء على المكتسبات التي حققتها وتوفير كافةالآليات لتعزيز تنافسيتها محليا وعالميا؛ كما تعمل الاستراتيجية على المستوى الأفقي من خلال دعم تطوير منظومة صناعية جديدة، يتم فيها التركيز علىالصناعات المستقبلية التي تشكل أساس بناء اقتصاد المعرفة، كالصناعات المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة.

ولفت معاليه إلى أن الاستراتيجية تتبنىبرنامج القيمة الوطنية المضافة، الذي يهدف إلى زيادة القيمة المحلية المضافة من السلع والخدمات الصناعية، وزيادةالطلب على المنتجات المحلية، والترويج للاستثمار في البحث والتطوير وتحفيز تبني التكنولوجيات المتقدمة في مختلف مراحل سلسلة القيمة المضافة، إلى جانبالارتقاء بجودة المنتج الصناعي الوطني، وتعزيز منظومة الصادرات المحلية، بموازاة تخفيض الاعتماد على الواردات، علاوة على زيادة مساهمة المؤسساتالصناعية الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني.

كما ستدعم الاستراتيجية تأسيس أكثر من 13,500 شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة بحلول العام 2031، حيث تعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة من أهمالآليات التي تدعم التوجه الاستراتيجي في الإمارات لدعم المنظومة الاقتصادية الإنتاجية، علما بأن عدد الشركات الصناعية العاملة في الدولة أكثر من 33 ألفشركة، 95 في المئة منها تقريبا شركات صغيرة ومتوسطة.

كذلك، سيتم زيادة الإنفاق على البحث التطوير في القطاع الصناعي من 21 مليار درهم، وهو ما يعادل 1.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 57 ملياردرهم في العام 2031، وهو ما يعادل 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وذكر د. الجابر بأنمشروع 300 مليار، سوف يسهم في تحقيق قفزة هائلة في القطاع الصناعي، مساهما في تعزيز موقع الإمارات في مؤشر تنافسيةالأداء الصناعي من الترتيب 35 حاليا إلى الترتيب 25 خلال عشر سنوات.

كذلك، توقف معالي د. سلطان الجابر عند أبرز التحديات والمعوقات التي يواجهها القطاع الصناعي في الدولة وسبل تجاوزها، من بينها التداعيات التيأفرزتها أزمة فيروس كورونا المستجد /جائحة كوفيد – 19/، وتسارع وتيرة التغيرات التكنولوجية على نحو يستلزم متابعة ورصدا حثيثين لمواكبتها والاستفادة منتطبيقاتها والحلول التي تقدمها، بالإضافة إلى التحولات الإقليمية المتسارعة، بموازاة تغير ملامح العولمة التي أفرزت اتجاها عالميا متزايدا نحو تعزيز الاكتفاءالذاتي، خاصة في الصناعات الحيوية، والاستعداد لأي تحديات أو عقبات قد تؤثر على منظومة سلاسل الإمداد.

وسوفر تركز الاستراتيجية الصناعية في المرحلة المقبلة على تطوير القطاعات الصناعية التالية: الصناعات الفضائية، والصناعات التكنولوجية المتقدمة،والصناعات الطبية والدوائية، والصناعات المتعلقة بالطاقة النظيفة والمتجددة /إنتاج الهيدروجين/، والآلات والمعدات، والمعادن، والمواد الكيميائية، ومنتجات المطاطواللدائن، والأجهزة الإلكترونية والكهربائية، والمنتجات الغذائية والمشروبات.

الرؤية والأهداف .

تشكل استراتيجية الصناعة “Operation 300bn” “مشروع 300 مليارخطة عمل وطنية على مستوى الدولة في إطار رؤية عريضة تسعى للنهوض بالقطاعالصناعي وتعظيم مردوده ليكون رافدا اقتصاديا رئيسيا، من خلال توفير الآليات والأدوات الممكنة، وتعزيزها، وبناء مظلة تشريعية وقانونية ولوجستية وتقنية وبنيةتحتية هي الأكثر مرونة من نوعها، موفرة حزمة من التسهيلات والإغراءات والإعفاءات غير المسبوقة، والعمل على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية في القطاعالصناعي وتوفير بيئة صناعية إنتاجية في الإمارات بمواصفات عالمية، إلى جانب دعم وتسويق المنتج الصناعي المحلي وتعزيز جودته وتنافسيته، تحت مظلةهوية صناعية موحدة، تسعى إلى وضع معايير إنتاجية رفيعة تعمل على ضمان تميز المنتج الوطني بما يتسق وأعلى معايير التميز والجودة الكفاءة.

وتستند استراتيجية الصناعة “Operation 300bn” “مشروع 300 مليارإلى أربعة أهداف رئيسية.

يتمثل الهدف الأول في تهيئة بيئة الأعمال المناسبة والجاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين في القطاع الصناعي، من خلال تحديث قانون تنظيم الصناعةلتشجيع رواد الأعمال المحليين واستقطاب الاستثمارات الأجنبية مباشرة، بحيث يشمل القانون توفير شروط مرنة لإتاحة الفرص أمام الشركات الصغيرةوالمتوسطة والمشاريع الصناعية، والسماح للأجانب بتملك المنشآت الصناعية بنسبة 100%، إلى جانب توفير تسهيلات تمويلية بكلفة تنافسية للقطاعاتالصناعية ذات الأولوية، وتطوير البنية التحتية للجودة الصناعية لتمكين الصناعات المحلية حاليا ومستقبلا، ضمن رؤية استشرافية تستقرئ الممكنات وآلياتالتصدي للتحديات المستقبلية، بهدف دعم قطاع الصناعة في الدولة لضمان استدامة التنمية الصناعية وتعزيز التنافسية.

أما الهدف الثاني فيتمثل في دعم نمو الصناعات الوطنية وتعزيز تنافسيتها، بما يسهم في تمكين وتدعيم الاقتصاد الوطني، عبر إطلاق برنامج تعزيز القيمةالوطنية المضافة لدعم المنتج الإماراتي وزيادة الطلب على المنتجات الوطنية، وتعزيز صادراته وإيجاد أسواق جديدة له.

ويتمثل الهدف الثالث في تحفيز الابتكار وتبني التكنولوجيا المتقدمة في الأنظمة والحلول الصناعية، من خلال وضع أجندة التكنولوجيا المتقدمة لدفع عجلة تطويرالمنتجات الابتكارية، مع الأخذ في الاعتبار كل العوامل والعناصر التي تكفل تحقيق الجدوى التجارية فيها، علاوة على وضع آليات لتبني حلول الثورة الصناعيةالرابعة ورفع إنتاجية الصناعات ذات الأولوية.

إلى ذلك يتمثل الهدف الرابع في دعم تعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية لريادة صناعات المستقبل، من خلال تبنى مبادرات لترسيخ صورة الإمارات في الذهنيةالعالمية والترويج لها كمركز ريادي في قطاع الأعمال، وكقوة عملية وتكنولوجية رائدة ومتميزة.

الهوية الصناعية الموحدةاصنع في الإمارات.

تشكل الهوية الصناعية الموحدة للإمارات، ضمن استراتيجية الصناعة Operation 300bn “مشروع 300 مليار، امتدادا للهوية الإعلامية المرئية الموحدة، التيتنطلق من رؤية قوامها التميز والتفرد ووضع معايير موحدة تضمن الارتقاء بالمنتج الإماراتي ورفع جودته وتعزيز تنافسيته ليكون من بين أفضل المنتجات العالمية،لتسويقه محليا ودوليا، مع العمل على تنويع قاعدة الصناعات الوطنية في الدولة، في إطار رفد وإثراء التجربة الإماراتية الملهمة في كل مجالات الإنجازومسعاها الدائم نحو تصدر سباقات التميز، وبما يعكس سمعتها التي تواصل بناءها بوصفها حاضنة للابتكار والإبداع، كما يعزز موقعها التنافسي فيالمنطقة وأسبقيتها في تصدر الحراك الاقتصادي، بحيث إن أي منتج إماراتي وطني يحمل مواصفات معيارية عالمية.

وكما أن الهوية الإعلامية المرئية تسعى إلى نقل صورة الإمارات للعالم كتجربة تنموية مذهلة ومسيرة بناء وارتقاء لا تتوقف، فإن الهوية الصناعية الموحدة تسعىإلى تطوير المنتج الإماراتي، في ظل قطاع صناعي ذي مقومات جاذبة، يملك آفاقا تطورية لانهائية، بحيث يكون جزءا من قصة الإمارات وتجربتها الملهمة ومنعناصر تميزها، ورافعة أساسية في مسيرتها التنموية المتسارعة.

وتتبنى الهوية الصناعية الموحدة حملةاصنع في الإمارات” Make it in The Emirates، أول حملة من نوعها لتشجيع المستثمرين والمبتكرين والمطورين وروادالأعمال، من داخل الدولة وخارجها، للاستثمار في القطاع الصناعي في الإمارات واستغلال كافة الامتيازات والتسهيلات والحوافز لتحقيق أحلامهم بتطويرمنتجاتهم وتسويقها وتصديرها.

وتهدف الهوية الصناعية الموحدة إلى خلق إحساس بالفخر والاعتزاز بالمنتجات الوطنية، المحلية الصنع، على مستوى الدولة، بحيث تكون بطاقةصنع فيالإمارات” Made in UAE المثبتة على المنتج عاملا محفزا ومشجعا للناس للإقبال عليه، وتفضيلهم المنتج المحلي على غيره، كـماركةوعلامة تجارية دالة علىالتميز.

كما إن من شأن الهوية الصناعية الموحدة بناء وتعزيز الثقة في المنتج الإماراتي المحلي الصنع، من خلال وضع مقاييس إنتاجية صارمة تضمن تحقيق أعلىمعايير التميز والكفاءة والجودة، بما يجعله في مصاف المنتجات العالمية المشابهة ذات السمعة الرفيعة، إن لم يكن أفضل.

كذلك، تعمل الهوية الصناعية الموحدة على تشجيع وتحفيز قطاع الأعمال بالغ التنوع في دولة الإمارات للتوجه نحو المشاريع الصناعية والمساهمة في تطويرقطاع الصناعات المحلية، في مختلف إمارات الدولة، بالاستفادة من التسهيلات القانونية والتقنية واللوجستية واسعة النطاق.

وتسعى الهوية الصناعية الموحدة إلى تبنيعقلية الصانعفي المجتمع الاقتصادي الإماراتي، بين رواد الأعمال المواطنين والمقيمين في الدولة والمستثمرينالأجانب من خارج الإمارات، ضمن ثقافةاللامستحيلوبأن أي فكرة مبدعة ومبتكرة يمكن ترجمتها على أرض الواقع، بحيث يتمتع الصانع بحس المغامرة،ويقبض على أي فرصة متاحة للاستثمار في القطاع الصناعي دون تردد، مستفيدا من البيئة الاستثمارية المحفزة في الإمارات.

وكإطار استراتيجي وطني، فإن الهوية الصناعية الموحدة تعمل على خلق مظلة تشكل بمثابة ضمانة وحصانة ورعاية، تجعل المنتج الإماراتي المصنع في أيإمارة من إمارات الدولة السبع يخضع للمواصفات والشروط الإنتاجية ذاتها المستندة إلى أعلى معايير الجودة والتميز، كما يتمتع بتسهيلات قانونية وفنيةولوجستية تحفيزية وآليات دعم استثنائية بما يكفل للمنتج المصنع إماراتيا أن يكون متوافقا مع المواصفات الإنتاجية الوطنية، وبما يتوافق مع مواصفات الجودةالعالمية، وبما يعزز تنافسيته، محليا وإقليميا وعالميا.وام


تعليقات الموقع