بوصلة العرب
لطالما عانت منطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة الكثير من الأحداث التي شهدتها على فترات، وكانت في عدد منها تحمل تهديدات وجودية وأزمات متفاقمة وما تخلل ذلك من نزاعات وحروب طاحنة بدت خلالها أنها تهدد وحدة دول، وهو ما يعني المزيد من الجروح في الجسد العربي الذي طالما أُثخن بها، ومما لا شك فيه أن الحل السياسي هو الوحيد الذي يمكن البناء عليه والذي يشكل خارطة طريق يمكن عبرها الوصول إلى بر الأمان في جميع المناطق التي شهدت الأزمات، وهذا ما بينته دولة الإمارات دائماً عبر تأكيد أهمية التوافقات والتقارب وتغليب لغة الحوار ومصلحة الأوطان في مواجهة التحديات المصيرية التي عانى منها عدد من الدول، مبينة أن سلامة كل دولة وأمنها واستقرارها فيه مصلحة شعبها وتنميتها والأمة جمعاء.
ليبيا من الدول التي عانت كثيراً وخاصة خلال السنوات الأخيرة، ودائماً تؤكد دولة الإمارات أهمية إنهاء معاناتها ودعم شعبها ومصلحته، وهو ما جدد تأكيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبال معالي المهندس عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الشقيقة، بقول سموه: “نقف إلى جانب الأشقاء الليبيين في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها بلادهم، وثقتنا كبيرة في قدرتهم على تجاوز كل التحديات.. تمنياتنا أن يقود المسار السياسي الحالي إلى عهد جديد من الاستقرار والتنمية والوحدة”.
الدعم الإماراتي يراعي دائماً حاضر ومستقبل جميع الدول الشقيقة والصديقة، ويرسخ مواقفها في كافة المناسبات من أهمية احترام سيادات الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتحصين سيادتها، لأنها من الأسس التي لا غنى عنها لأي تطور أو تنمية ممكنة، فضلاً عما تشكله من دعائم الأمن والاستقرار والسلام الذي يتم خلاله تكاتف وتعاون الجميع في عمليات البناء والعمل والانتقال إلى مرحلة جديدة تضع حداً لكل الأوضاع القاهرة التي مرت كحالة ليبيا.
منذ سنوات لم تتوقف مساعي الإمارات للحل في ليبيا.. والذي يستند إلى إرادة أبنائها وتفاهمهم وتغليب مصلحتها فوق كل اعتبار، وهذه الجهود والدعوات تمت خلال فترة ما سمي بـ”الربيع العربي”، وما ترتب عليه من أحداث وتداعيات ومخاطر، فيوم ارتبك المشهد الدولي وتضاربت المواقف بانتظار انجلاء المشهد في الداخل الليبي، دعت دولة الإمارات الأطراف الليبية إلى تغليب مصلحة وطنهم وشعوبهم وعملت على التقريب بينهم بحيث يكون الغالب هو “وطنهم ومصلحة شعبهم، ودعمت كل جهد أو توجه دولي في ذات السياق، واليوم أكدت دولة الإمارات دعم المرحلة الجديدة في ليبيا التي أتت بعد مارثون طويل من الحوارات والمفاوضات والدعم الأممي كما تؤكد الإمارات أهميته دائماً ويطابق مواقفها التي تتمثل بحكمتها ورؤيتها البعيدة وواقعيتها السياسية وما تدعو إليه أنها بوصلة العرب نحو بر الأمان.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.