المواطنة الإيجابية
كل المشاريع العملاقة والإنجازات الكبرى التي أحدثت تأثيراً كبيراً سواء على مستوى الأمم أو العالم أجمع، بدأت بفكرة يحملها مواطنون صالحون، وكان جل تفكيرهم ومساعيهم تنصب على ترجمتها لترى النور وتنعكس خيراَ على مجتمعاتهم ودولهم، وتم العمل والبناء عليها إلى أن أثمرت نجاحات كانت كفيلة بأن يكون لها من النتائج الكثير، وأغلبها كان مدخلاً لمزيد من الإنجازات التي انعكست على المستوى البشري برمته.
وفي وطننا فقد بينت المسيرة، بأن كل فكرة أو مبادرة تحظى بأعلى مستوى من الاهتمام، كما ننعم بأننا في مجتمع كل من فيه يحمل الخير والقيم والمبادرة للعمل، وجميعها مقومات جعلت من دولة الإمارات الوطن الأسعد.. فمنذ قيام الدولة، رسخت قيادتنا الرشيدة الجهود التي يمكن من خلالها أن تكون كل تلك الصفات واقعاً ورافعةً في الوقت نفسه لجميع الأفكار والمبادرات، وليس من المبالغة القول إنه لا توجد دولة قادرة على متابعة كل فكرة أو تشجيع من ينتظر دعماً للتعامل الأمثل مع الطاقات والأفكار الخلاقة التي يحملها وتعزز كافة مقومات المواطنة الإيجابية، كما تفعل الإمارات، فوطن أبى أن يكون للمستحيل مكاناً في قاموسه الوطني أو عزيمة وإرادة شعبه، وحسم أمره بكل شجاعة ليكون في مصاف أرقى الدول، ووضع استراتيجيات تكفل أن يكون الأفضل عالمياً، ويؤمن بأن التميز والتفرد من مقومات تعزيز ازدهار الحاضر وطريقه للمستقبل، لابد أن يجيد متابعة كل الجهود الإيجابية لتكون الاستفادة منها على أكمل وجه، ومن هنا فإن “مأسسة” الجهود وتوجيه الطاقات المبدعة تعطي قوة لتلك المساعي وتسخيرها بالشكل الأمثل بحيث تحمل الاستفادة على كافة المستويات وعمل كل ما من شأنه أن يُعظِم الإنجازات والمكتسبات المحققة.
الرهان دائماً على الطاقات والمواطنة الإيجابية والسلوك المسؤول والهادف، وهي إحدى مميزات التقدم الحضاري لدى أي شعب، ولأجل ذلك فإن كل مبادرة أو فكرة موضع متابعة واهتمام، لأن الارتقاء بأي مجتمع هو عملية متكاملة تساهم في صقل وتميز الشخصية الوطنية، واليوم فإن نتائج البناء بالإنسان وصلتت لمرحلة جعلت ابن الإمارات نموذجاً ملهماً في تحمل مسؤولياته وتمثيل بلده والتعريف برسالته ورفد مسيرة تقدمه، فضلاً عما يمتلكه من عزيمة وإرادة لا تعرف المستحيل، والعمل انطلاقاً من كون الإبداع والابتكار باتت مناهج حياة.. جميعها من صفات أهل الإمارات ومجتمعها الذي يحفل بالقيم والأصالة وكل مقومات المشاركة القوية في العمل للحاضر والمستقبل كحال التاريخ الوطني الثري بالتجارب التي بينت أن التركيز على الإنسان صناعة للحياة وملاحم في مسيرة النهضة الشاملة التي تحفل بها دولة الإمارات.
ومن هنا يأتي تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال إطلاق البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية، التي تعزز جهود تحفيز السلوك الإيجابي واستثمار الطاقات بالقول: “تحفيز السلوك الإيجابي يسهم في تحسين جودة حياة وتحقيق السعادة للمجتمع.. قيمنا الأصيلة كانت دوماً علامة مميزة في الشخصية الإماراتية .
إن قيام “البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية” على مرتكزات أساسية تتمثل بـ” الوطن والمجتمع والأسرة”، هو التعبير الأكبر والدلالة الأعمق على أن القيم والعمل والجهود جميعها هدفها الوطن وكل ما يمكن أن يعزز زخم التقدم الذي لا يعرف الحدود.. فالوطن هو الأجمل.. والمجتمع عنوانه القيم والانفتاح والتآخي الإنساني.. والأسرة الإماراتية الأكثر تعبيراً على العطاء والاعتزاز بانتمائها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.