نِعم المسيرة وفخر الأوطان

الإفتتاحية

نِعم المسيرة وفخر الأوطان

تاريخ البشرية حافل بالقادة والزعماء، لكن من صنعوا أجمل محطاته قد لا يكون عددهم كبيراً، وكثير من الدول نشأت وقامت لظروف وأسباب متعددة، لكن كم منها ارتكز على القيم والعزيمة والإرادة والإيمان وانطلق لينافس أكثر أمم الأرض تقدماً وعراقةً؟.. أي قوة وصبر وثبات تحفل بها أجمل صفحات التاريخ وهي تدون بحروف من نور قيام دولة الإمارات في ظروف غاية في الدقة لتكون اليوم مصدر الإلهام وبوصلة الشعوب الهادفة للتقدم والازدهار على مستوى العالم، إنها حكاية وطن متفرد بتميزه وقيمه وانفتاحه وإنسانيته، ومسيرة الإنسانية في دولة الإمارات التي أثرت مساعي البشرية وقدمت لها الدليل على أن تحقيق الأحلام يصبح ممكناً عندما ينعم الإنسان بكرامته ويحظى بالدعم والرعاية اللازمين وتسخير الإمكانات لاستخراج كافة الطاقات الخلاقة والمبدعة، هذه حكاية الوطن الذي علم الجميع أن الحق هو القوة وأن القيم هي عماد الأمم وأن الانفتاح ومد اليد لجميع الشعوب بالخير وفق منطلقات راسخة تقوم على الاحترام والتعاون وتحمل المسؤوليات تجاه جميع القضايا التي تعتبر شأناً دولياً عاماً، بوصلة لا تهتز ولا تتأثر مهما كانت التحديات وتحافظ على اتجاه المسيرة بثبات كما أرادها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، لتكون هذه البقعة من الأرض جنة على الأرض وحصناً للإنسانية وواحة للنجاح، ومشعلاً للأمل الذي يزداد وهج نوره وهي تقدم للإنسانية أرقى وأكثر ما تنعم به الأمم من مقومات السعادة.
“عيال زايد”.. ما أجمله من فخر وما أعظمه من انتماء، شعب يحمل في قلبه نهجاً خالداً من القيم التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وطن لا تكفي الكلمات لوصف عِظم الانتماء إليه، منذ بزوغ فجر الاتحاد المبارك، حيث قامت دولة الإمارات في ظرف أشبه بالمستحيل ومنطقة تغص بالقضايا الكبرى وصراعات متداخلة بين كبار ذلك الزمن وإمبراطوريات كانت لا تزال تحاول أن تسير عكس التاريخ، في الوقت الذي قدم فيه الوالد المؤسس واحداً من أكثر دروس الإنسانية والتاريخ قوة ودلالة، يوم بين أن الإرادة الصادقة أقوى من التحديات، وأن الإيمان والصبر والثبات والعمل أسلحة الرجال الذين يقفون بكل ثبات وهمة أمام كل التحديات، قائد طمأن شعبه ونشر فكراً متقدماً فاحتضن الجميع وحثهم على تفهم المعنى الحقيقي لقوة تكاتف الأيدي والعمل على قلب واحد.. وكان أبلغ ما أنعم به الله سبحانه وتعالى أن الدولة الفتية التي رأت النور حينها تخطت بإنجازاتها كافة الحدود ووصلت إلى أقصى ما وصله بشر خلال فترة زمنية قصيرة من عمر الدول.. إنه نتاج قائد قضى سنين عمره يعمل للوطن ويبني ويعلم ويوجه ويرسخ المعنى الحقيقي للتمتع بالحكمة والخير، وترك لشعبه إرثاً عظيماً من الوفاء والانتماء والإيمان وإعلاء شأن الوطن فوق كل اعتبار.. نهج القائد الذي يحمله أبناء هذه الأرض في قلوبهم وعقولهم دستوراً للحياة وكنزاً تتناقله الأجيال، تنهل منه الإرادة والعزيمة والقوة لخوض السباق الحقيقي مع الزمن خدمة لأجمل الأوطان وأعز البلدان.
في “يوم زايد للعمل الإنساني”، نستذكر فضل من جعلنا أسعد الشعوب وأكثرها تمسكاً بقيم وطنه ومن ترك لنا نهجاً لا نضل عبره ولا نعرف المستحيل ونسير وكلنا ثقة أن الوطن الذي حبانا الله بنعمة الحياة فيه منتصر عزيز شامخ أبد الزمان بفضل الإرث الخالد للقائد المؤسس.


تعليقات الموقع