زكي نسيبة: الصناعات الثقافية والإبداعية تساهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للدولة

الإمارات السلايدر

 

قال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات إن الاستراتيجية التنموية في الصناعات الثقافية والإبداعية تعد جزءا رئيسا من خطة الدولة لتسريع وتيرة نمو هذه الصناعات التي ستساهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للدولة.
وذكر أن الخطط الثقافية والإبداعية العملاقة التي أطلقتها حكومة أبوظبي بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تهدف إلى تسريع مسار الإمارة نحو تحقيق طموحها بأن تصبح مركزا إقليميا رائدا في إنتاج وتصدير المحتوي الثقافي والإبداعي.
وقال إن إعلان دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عن خطتها لاستثمار 6 مليارات دولار في الصناعات الثقافية والإبداعية خلال السنوات الخمس المقبلة، يجيء في هذا الإطار بهدف تحقيق عائد اقتصادي وجعل الإمارات مركزا ثقافيا وسياحيا عالميا، ومنارة للعالم تعكس القيم والهوية الإماراتية.
وأكد معالي زكي نسيبة أن حكومة أبوظبي قد وضعت خلال السنوات الماضية استثمارات استراتيجية كبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية مزدهرة بما في ذلك المشاريع الرئيسة في المنطقة الإبداعية ياس الوجهة الحاضنة للإعلام والألعاب الالكترونية ومنطقة السعديات الثقافية حيث تم افتتاح متحف اللوفر إضافة لمشاريع أخرى في الإمارة تتضمن قصر الحصن وقلاع مدينة العين ومواقعها التاريخية المدرجة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” للتراث العالمي والقطاعات الثقافية المختلفة في النشر والترجمة والآثار والفنون التشكيلية.
وجاء الإعلان عن تخصيص استثمار إضافي بقيمة 6 مليارات دولار للقطاع خلال السنوات الخمس المقبلة سعيا لدعم وتطوير المؤسسات الثقافية خاصة المتاحف الجديدة من ضمنها جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وغيرها من المتاحف قيد الانشاء والتطوير ..ويتوقع أن تنتهي الأعمال المكملة في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في العام 2025 وتشمل بناء البيت الإبراهيمي إضافة إلى مشاريع مستقبلية سيتم الإعلان عنها في المنطقة الثقافية بالسعديات والمنطقة الإبداعية في جزيرة ياس.
كما يشهد قطاع الفنون الأدائية والموسيقى والإعلام المزيد من الاستثمار في مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات بجانب العمل على البنية التحتية اللازمة لاحتضان تلك القطاعات بما في ذلك التأشيرة الإبداعية التي تستهدف جذب جميع المواهب والكوادر العاملين في مجموعة واسعة من المهن الثقافية والإبداعية للعيش والعمل في الدولة.
وأشار معاليه إلى أن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي تجمع الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة واحدة من خلال إضافة قطاعات جديدة مثل الأفلام والتلفزيون والألعاب الرياضية والإلكترونية بالإضافة إلى القطاعات الحالية كالتراث والحرف اليدوية والتصميم والنشر وفنون الأداء، وقد أطلقت الدائرة استراتيجية متكاملة مع شركائها الرئيسيين تتضمن أكثر من 16 برنامجا استراتيجيا و800 مبادرة لإنشاء منظومة ابتكار مستدامة كما ويلعب مركز أبوظبي للغة العربية دورا داعما مهما للغة العربية من خلال العديد من البرامج والفعاليات.
وقال: “نتكلم هنا عن المشاريع العملاقة في إمارة أبوظبي التي تكمل ما يجري حاليا في باقي إمارات الدولة من إثراء للواقع الإبداعي والفني العام الذي شهد نموا متسارعا خلال الـ 15 سنة الماضية نظرا لدعم الحكومة واستثمارها في المجالات الثقافية والفنية الأمر الذي أدى إلى زخم الإنتاج الفني والثقافي”.

 

وأضاف أن الحكومة الاتحادية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” أولت اهتماما خاصا بالقطاع الإبداعي في الدولة حيث تقوم وزارة الثقافة والشباب بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والابداعية في الدولة كي يكون المنتج الثقافي والإبداعي أحد الروافد الاقتصادية الرئيسة خلال السنوات العشر المقبلة ليكون من أهم عشر صناعات في الدولة من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار إلى أن القمة الثقافية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة مؤخرا وشارك فيها العديد من الشخصيات الثقافية العالمية والقادة الدوليين أكدت على ضرورة ضمان استمرارية الاستثمار في تطوير القطاع الثقافي والإبداعي في العالم لرفد مسيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام تماشيا مع مبادرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لإطلاق السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، لا سيما كون الصناعات الإبداعية والثقافية يمكن أن تساهم في تحفيز النمو الاقتصادي الجديد الذي يراعي الاعتبارات البيئية ويركز على المعارف والتكنولوجيا الجديدة.
وقال: “أثبت القطاع الإبداعي في الدولة خلال جائحة كوفيد- 19 مرونته وقدرته على مواجهة التحديات، واستثمار الفرص الواعدة التي ظهرت، خصوصا الاقتصادي الرقمي ..ورغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة بلغ عدد زوار البرامج الثقافية في العام الماضي 600 ألف زائر من فعاليات ومعارض وأنشطة ومرافق” ..لافتا إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “إن النهوض بالمنتج الثقافي والإبداعي من أولويات المرحلة الجديدة ليكون رافدا اقتصاديا حيويا للدولة لأن الصناعات الثقافية والإبداعية محرك رئيس لتسريع وتيرة التنمية”.
وأشاد معالي زكي أنور نسيبة بالمساهمات الإماراتية المختلفة في المشهد الفني المحلي والعالمي، موضحًا أنها تكمل بعضها البعض، وتثري الواقع الفني العام الذي شهد نموا متسارعا خلال الأعوام الـ 15 الماضية، نظرا لدعم الحكومة واستثمارها في المجالات الفنية والثقافية الأمر الذي أدى إلى زخم الإنتاج الفني والثقافي ووضع الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية لا سيما مع وفرة المعارض الفنية، والمهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي نظمتها أو استضافتها بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدولية.
وقال: “ننظر إلى ما حققته الإمارات على جميع المستويات – الخطط الطموحة في كل إمارة على حدا – فعلى سبيل المثال متحف اللوفر – أبوظبي الذي استقطب أكثر من مليوني زائر خلال فترة وجيزة ومعارض الكتاب التي أصبحت دولية والجوائز الأدبية والفنية وبينالي الشارقة الذي أصبح حدثا ثقافيا دوليا وجناح الإمارات في البندقية والمنطقة الحرة للمبدعين والفنانين في القوز ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بما في ذلك مبادرة المدرسة الرقمية، الأولى من نوعها في العالم العربي ومبادرة القراءة والترجمة وغيرها من النشاطات الثقافية والتعليمية على مستوى العالم العربي وبيوت الشعر على امتداد العالم العربي وجامعات نيويورك والسوربون أبوظبي.
وأضاف أنه في إطار دعم الرؤيا الطموحة والمبتكرة للدولة، سيعمل القطاع الثقافي مع القطاعات الأخرى لتسهيل وبناء علاقات تعاون متينة محليا وعالميا، إضافة إلى الاستثمار في إنشاء المؤسسات الثقافية والبنى التحتية عالمية المستوى، وغيرها من البرامج والمبادرات.
وقال تعمل وزارة الثقافة والشباب على تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والابداعية في الدولة تساعد على خلق بيئة ثقافية ذات آفاق إبداعية تضع الامارات على خريطة الإنجاز الثقافي العربي والعالمي المميز خاصة لأن تلك الصناعات محرك أساسي لارتقاء المجتمعات.وام


تعليقات الموقع