وطن الرسالة الإنسانية

الإفتتاحية

وطن الرسالة الإنسانية

ما لم تفكر به أعرق أمم الأرض، بات حقيقةً وواقعاً في الإمارات، وما يتطلب سنوات في دول كثيرة متقدمة ليتحقق وفق نسب معينة وشروط غاية في الصعوبة، تمنحه الدولة باسم قيمها وإنسانيتها تعبيراً عن اعتزازها بالعقول المبدعة، وكما تحتضن كل مؤمن بالانفتاح والتآخي والابتكار، كذلك فإنها تعبر عن عظيم تقديرها للمخلصين في مبادرات سامية تجسد من خلالها قيادتنا الرشيدة أصالة الوطن وشموخه لمن اختاروا الإمارات وطناً لهم خاصة من أصحاب المهن الإنسانية كالأطباء، وبعد أن نالوا شرف ثناء القيادة ها هم اليوم يحظون بمكرمة جديدة عبر منحهم مع أسرهم الإقامة الذهبية تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تقديراً لبطولاتهم العظيمة التي قاموا بها في مواجهة “كوفيد19” ودورهم التاريخي الذي كانوا فيه صناع الانتصارات على واحد من أخطر تحديات العصر الحديث المتمثل بـ”الجائحة”، والتي وقفوا خلالها بكل بسالة وشجاعة بجهودهم وتضحياتهم وثباتهم يؤدون رسالتهم الإنسانية ويعملون على حماية صحة المجتمع وكانوا فرسان الخطوط الأولى في المعركة على الوباء، فانتصروا لقيمهم وقسمهم وشرف مهنتهم وإنسانيتهم وانتصر الوطن بهم وكانوا عنواناً لملاحم كثيرة في أحد أهم وأقدس ميادين العطاء الإنساني وهو القطاع الطبي الذي عبروا من خلاله عن أسمى معاني الوفاء والولاء للإمارات ومجتمعها.
الحضارة الحقيقية هي أحد جوانب فن صناعة أسعد وأجود أنواع الحياة، وهذا يقوم على العقول وأصحاب الإبداعات وهو ما تعمل عليه الإمارات دائماً، فمع منح “الإقامة الذهبية” للمشمولين بها مع عائلاتهم، يتعزز الاستقرار الأسري والاجتماعي، وسيكون ذلك دعوة لجميع حملة الخبرات المتميزة والشهادات العليا التي يحملها أصحاب الكفاءات، والتي تترسخ من خلالها مكانة الدولة كحاضن ووجهة أولى من خلال ما تؤمنه من فرص لإطلاق القدرات والطاقات لتبدع وتحقق نجاحات ومكتسبات تساهم في إثراء مسيرة التنمية الشاملة الأكثر زخماً وقوة في العالم.
الطموحات الكبرى في وطن لا يضع حدوداً لأهدافه ومساعيه التي تتجاوز المستحيل، تحتاج تميزاً في الفكر الذي يمدها بالمبادرات والبرامج وهو ما تحرص عليه قيادتنا الرشيدة لأنها تدرك أن العمل لتكون الإمارات الأولى على العالم يتطلب تميزاً رهانه العقل المبدع والمستنير وما يضمن إطلاق كافة الطاقات الخلاقة لتكون روافد تعزز المكتسبات وتضاعف النجاحات وتبني على الإنجازات المحققة.
قيادتنا الرشيدة تنشر الإلهام بكل ما تقوم به وتقدم للبشرية دروساً في احتضان الإنسان وتأمين ما يلزم ليتنعم بالحياة السعيدة والكريمة والمستقرة وبالتالي القيام بدوره الفاعل بما يحققه من نجاح وتطوير وإبداع.. إنها الإمارات التي تؤكد في مناسبة جديدة كيف يكون البناء في الإنسان والرهان على الاستثمار في الرأسمال البشري كرافعة رئيسية للتقدم والتطور.


تعليقات الموقع