6 أغسطس 1966.. فاتحة الخير وموعد مع التاريخ
التاريخ نبع الدروس وخازن الحِكَم والعبر الذي لا ينضب، وحيث تُدوِن صفحاته مسيرة الأحداث، وينهل منه المهتمون ما يلزمهم للمعرفة والاطلاع على حركة الإنسان، لكن أبهى ما فيه هم القادة الذين صنعوا أجمل محطاته، فلم يهادنوه يوماً كغيرهم ولم يكونوا أصحاب نهج تقليدي، بل خالدون تحدوا ظروفه التي قد لا ترحم وقارعوا المستحيلات فقهروها وحققوا الأحلام لتصبح واقعاً، وكم سنباهي في وطننا الأغر بواحدة من أكثر مسيرات قيام الأمم ونهضتها إلهاماً وقوة في تاريخ البشرية جمعاء، إنه الإرث الخالد لقائد عظيم أسس مدرسة قل نظيرها، وكان تاريخ تسلمه لمقاليد الحكم في إمارة أبوظبي بتاريخ السادس من أغسطس العام 1966، إيذاناً بموعد جديد مع التاريخ.. وإرادة لا شبيه لها في عزيمة الرجال والنظرة المستقبلية، وتحول جعل الإنسان أساس وهدف الاستراتيجيات الوطنية الكبرى، عزيمة لا تلين أكسبتها قسوة الصحراء صلابة وتصميماً لا يعرفان الحدود، وفكر عظيم كان يحمل الكثير من الطموحات لدرجة يبدو تحقيقها أشبه بمعجزة في زمن لا معجزات فيه.. ذلك جانب من فكر القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي جعل وطننا الأجمل والأكثر تقدماً وتطوراً وازدهاراً، وبتنا بفضل رؤيته وعظيم صنعه الشعب الأسعد، “زايد الخير” حيث التاريخ يقترن باسم قائد خالد في عقول وقلوب كل المؤمنين بالقيم والتطور والعمل والصدق والقيم.. إنها صفحات المجد التي كُتبت بمن قضى سنوات عمره يعمل لأجلنا ولنكون على قدر المسؤولية ونحن ننعم بأننا أبناء هذه الأرض المباركة الطاهرة التي رواها الآباء المؤسسون بسنين عمرهم وكدهم، إنها الأرض التي باتت جنة على الأرض بنهضتها وتنميتها ومكانتها ومواقفها وثوابتها.. المسيرة الأكثر تميزاً وتفرداً كما أرادها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، فما بين العام 1966 وأيامنا التي ننافس بها أعرق الأمم، حكاية وطن ما أعظمه من وطن وما أكرمه من بلد بات يحمل مشاعل النور عالياً ليقتدي به كل طامح للتحضر والتوجه إلى المستقبل بثقة، إنه دستور يحمله كل إماراتي بقلبه ووجدانه كزاد لا ينتهي أبد الزمان تتوارثه الأجيال حباً وعرفاناً ووفاء للنهج الذي تركه لنا أعظم القادة وأكثر من أجاد صناعة التاريخ المجيد لشعبه وأمته وللإنسانية جمعاء.
كُتِب التاريخ في الكثير من الأحيان بأنواع لا تحصى من المداد، لكن في وطننا الذي خط يوماً القائد المؤسس على الرمال ليوصل أفكاره ويوعي شعبه ويشد إزره، فقد كانت تلك أبجديات خالدة في ملحمة بناء الإنسان والأوطان الذي يتحف العالم اليوم وهو يسبر أسرار المريخ أبعد ما وصله بشر بفكره ونبوغه.. ذلك غرس زايد وها هو نتاجه المبارك من ثمار التطور الذي حول الإمارات إلى واحة غناء بكل ما يثري الفكر الإنساني.. إنها “دار زايد” أجمل ما بارك الله وأبدعه الإنسان.. مسيرة خالدة تواصل قيادتنا الرشيدة نهجها الذي يتجه بكل ثقة لتكون الإمارات في طليعة وصدارة الدول نحو المستقبل.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.