وطن الكرامة الإنسانية

الإفتتاحية

وطن الكرامة الإنسانية

يأتي إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، قانوناً اتحادياً بشأن إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، تجسيداً لحرص الدولة على المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والاستراتيجية المتبعة في تأكيد أهمية التعاون الدولي على أوسع نطاق، وتأكيداً للالتزام الدائم بالملف الشديد الأهمية، وإعلان “الهيئة” الذي يتم وفق مبادئ باريس حول احترام الحقوق الإنسانية يبين ما تحرص عليه دولة الإمارات لخدمة الإنسان والارتقاء به، ويترجم قيم وطن الرسالة الذي تلتصق الإنسانية باسمه، ولا شك أن الإشادة محلياً وإقليمياً ودولياً بمسيرة الإمارات يأتي لحرصها الدائم على ترسيخ الحقوق والمبادئ الإنسانية واستدامتها وما حققته من إنجازات تحرص قيادتنا على ديمومتها كونها جوهر الحياة في الإمارات الوطن الأسعد، فضلاً عما يشكله “القانون” من تعزيز كبير للمنظومة التشريعية التي تكفل الحقوق في الدولة، والمراعية لأفضل الشروط العالمية وتشكل نموذجاً ملهماً يضاف إلى مسيرة طويلة من تحصين حقوق الإنسان، ومن تلمس نِعم وطن كالإمارات يدرك لماذا بات قبلة كل متعطش للحياة الكريمة والاستقرار، فنحن المجتمع الأكثر تعبيراً عن المساواة الإنسانية ورفض العنصرية والتمييز والعمل لمكافحة الكراهية أياً كانت أسبابها، ووطن السلام والحرية الدينية واليد الممدودة بالخير للجميع وملتقى الثقافات والواحة التي تنبض بحياة قدمت الدليل الأكبر على أن الإنسانية والعدالة مظلة وارفة بالمحبة يستظل فيها الجميع وفيها التعدد قوة والتنوع ميزة حضارية متقدمة.
القيادة الرشيدة في الإمارات منذ تأسيس الدولة استمدت من تراثها الأصيل وقيمها النبيلة كل ما يعزز مبادئ المساواة واحترام الحقوق انطلاقاً من دستورها الحضاري وما يحض عليه ديننا الحنيف، وما أرسته من منظومة متطورة تعززها دائماً بكل ما يرتقي بها .
الأوطان تنهض على قوة قوانينها وتشريعاتها وعزيمتها، وتزاد ألقاً بقيمها ورفعة خصالها وجعل الإنسان الأساس والهدف دائماً وعماد الازدهار، والإمارات بفضل نهج قيادتها الرشيدة وشعبها وقيمها تعيش في حالة بحث دائم عن الأفضل، ومسيرة 50 عاماً للإمارات من المشاركة الفاعلة في تعزيز المساعي الإنسانية والجهود المبذولة في المحافل الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتنسيق التام والتعاون مع الأمم المتحدة، يعكس مكانة الدولة وما تحظى به من احترام لنهجها الحضاري في إعلاء حقوق الإنسان وحمايتها.
ننعم في الدولة برؤية تستلهم تميزها من خلال برامج وخطط عمل وطنية وآليات مرنة لتعزيز حقوق الإنسان دون أن يكون لذلك حدود، ويأتي إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” للقانون لدعم احترام التعددية والقبول بالآخر واستدامة أسس التعايش والتسامح وتأكيداً مطلقاً لنهج الإمارات في العمل للسلام وتعزيز التآخي الإنساني.


تعليقات الموقع