وطنٌ لا يهادن الزمن

الإفتتاحية

وطنٌ لا يهادن الزمن

ننعم أننا في وطن اختار أن يكون في سباق دائم مع الزمن، وهذا يعني أننا في منافسة مفتوحة وصلنا فيها ومنذ وقت طويل لنقيس عمرنا بالإنجازات وليس بالسنوات، وهو ما أكدته قيادتنا الرشيدة دائماً، واليوم يأتي تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن إعلان 50 مشروع وطني بأبعاد اقتصادية خلال أيام، ليبين كما أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن مستقبلنا نصنعه بأنفسنا ولا ننتظر التطورات العالمية أو ما يمكن أن تحدثه من تأثيرات، بالقول: “الإخوة والأخوات.. نبدأ موسمنا الحكومي الجديد في الإمارات هذا العام بطريقة مختلفة.. بعد التشاور مع أخي محمد بن زايد سنعلن عن 50 مشروع وطني بأبعاد اقتصادية خلال شهر سبتمبر.. الإمارات لا تملك ترف الوقت ولن تنتظر الظروف العالمية أن تصنع مستقبلها.. بل تصنعه بنفسها.. البداية 5 سبتمبر”.
لا نهادن الزمن فنحن قادة ركب عالمي ونبحر في عالم دائم التقلبات والتطورات والمتغيرات، وبالتالي فإننا في رحلة طويلة سنخوضها بكل كفاءة وشجاعة وتصميم، وكل مشروع هو إضافة وكل إنجاز يعزز حصن المسيرة الأكثر زخماً في العصر الحديث، والكل مدعو لنيل شرف المشاركة في الجهود والمساعي النبيلة كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقول سموه: “50 مشروعاً وطنياً سيتم الإعلان عنها خلال سبتمبر الجاري.. ستشكل إضافة نوعية لمسيرتنا وركيزة للانطلاق نحو مزيد من التطور لصالح أجيالنا القادمة ، أدعو أبناء الوطن إلى المشاركة في إنجازها ومضاعفة الجهود لتعزيز المكتسبات والتعامل مع التحديات بإيجابية وتحويلها إلى فرص للابتكار والإبداع”.
معجزة الإمارات المتواصلة بتعظيم النجاحات وزخم التنمية الشاملة، تنطلق من إيمان مطلق أن القرار الوطني الشجاع الذي سيجعل دولتنا العظيمة الأفضل عالمياً والأكثر فاعلية في صناعة الازدهار والتقدم الإنساني، يقوم على فكر استثنائي يسابق الزمن، فالدولة كما ترفض الاعتراف بوجود المستحيل في قاموسها، ومكنت أبناء الوطن من احتراف مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص، كذلك رسخت قيادتها الرشيدة مفهوماً رائداً يواكب طبيعة الإنسان المؤمن بما يجب أن تكون عليه مكانة وطنه.. فهي لم تحدد يوماً سقفاً للطموحات ولا النجاحات أو الإنجازات، بل علمتنا أن كل مرحلة ستكون مقدمة لما سيليها ويُبنى عليها، وعندما نجح البناء في الإنسان ثروة الوطن الأغلى وتمكينه من مقومات عصره، انتصر الرهان وباتت القفزات الحضارية سمة ثابتة في المسيرة المشرفة.. والخيار الوحيد يتمثل بأن مكان الإمارات الطبيعي في أعلى قمم المجد كصانعة للحضارة وفي طليعة الأمم الساعية نحو مستقبل الإنسان.. واليوم 50 عاماً من أنبل وأصدق ما غرسه الإنسان تؤسس لخمسين عاماً من الثقة المطلقة بأننا الأفضل والأكثر ثقة بالغد.
إنجازاتنا تتحدث، وعزيمتنا لا تلين، ماضون بثقة تامة في ظل قيادة سخرت كل السبل والإمكانات لتكون الإمارات دائماً عنوان المستقبل الذي نصنعه ولا ننتظره.


تعليقات الموقع