موقف راسخ في محاربة الإرهاب
أقوى حصون الأوطان وأكثرها مناعة هو البناء الصحيح بالإنسان وخلق مجتمعات حضارية منفتحة واعية تتسلح بالعلم والقيم، وهو ما نجحت فيه الإمارات برعاية القيادة الرشيدة وأصالة شعبها، بطريقة باتت معها حاملة لمشعل الإبهار العالمي في الكثير من ميادين الحياة، فخطت الثوابت القوية في مسيرة الوطن الأجمل والأكثر أمناً وسلاماً، ويكفينا فخراً أننا في ظل قيادتنا بتنا على قمة الهرم العالمي في صناعة الحضارة ودعم البشرية والتحذير من جميع التحديات التي تهددها وخاصة الإرهاب الذي لا يقل خطراً عن أي وباء.
ويأتي إصدار مجلس الوزراء قراراً بإدراج 38 فرداً و15 كياناً إرهابياً ضمن القائمة المعتمدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليجسد المواقف الثابتة لضمان أمن وسلامة واستقرار الدولة والمنطقة والعالم أجمع، ومن مساعي جهود تجفيف كافة منابع تمويل الإرهاب، حيث تبين الدولة ضمن رسالتها الحضارية رفضها الدائم والثابت لجميع أشكال العنف والإرهاب تحت أي مبرر وضرورة قطع تمويل كل فرد أو جهة يمكن أن تنجر إلى مستنقع الآفة المدمرة.
لطالما أعلنت الإمارات في كل مناسبة أن الإرهاب خطر لا يستثني أحداً وأن مسؤولية مواجهته تشمل جميع مكونات المجتمع الدولي ويجب أن يكون التنسيق على أعلى المستويات وفق خطط ومناهج واضحة يتعاون فيها كل الشركاء المؤمنون بمسيرة الإنسانية وقيمها التي ترفض أي وجود للإرهاب بجميع أشكاله، كونه سلاح الجبناء والذين يرفضون دائماً الاعتراف بالعقل ويشكلون تهديداً خطيراً عبر أساليبهم الإجرامية وقناعاتهم التي لا تتسق مع التطور البشري وتحاول أن تسير عكس الزمن، وترفض الإمارات كل ما يتعارض والتقارب الإنساني، أو يهدد أمن الشعوب وتنميتها، ولذلك أكدت أهمية القيم والانفتاح والسلام والتآخي الإنساني والتعاون المثمر والبناء وسيادة القانون الدولي، وقدمت خلال مسيرتها النموذج الأكمل على الحياة الحضارية التي يندمج بها الجميع ضمن واحة سلام ومحبة.
طالما اكتوت البشرية بويلات الإرهاب، ولذلك كان لابد من موقف رادع وحاسم يضع حداً لهذه العقول وضرورة اجتثاث من يتبنون الظلام شعاراً لحياتهم، وخلال العقدين الأخيرين شهد العالم الكثير من الهجمات والاعتداءات وانتشار الجماعات الإرهابية وقيامها بتهديد دول كاملة بوحدتها ونسيجها ومستقبلها، وكانت دولة الإمارات في مقدمة الساعين لضمان الأمن والسلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي ورفض التعديات وتهديد أمن الدول.
القائمة التي أعلنت عنها حكومتنا الرشيدة رسالة واضحة أن لا تهاون مع كل من يمكن أن ينجرف في التيار العكر، وأن منظومة الدولة وقوانينها تجرم وتحرم كل توجه يمكن أن يكون داعماً للإرهاب بأي طريقة، والأجهزة المختصة ساهرة واللجان الحكومية حاضرة دائماً، ونثق أننا في وطن يعتبر الأمن فيه من أكبر النعم، والبناء في الإنسان جعل منه عصياً على حملة الأفكار العقيمة والهدامة، وتنميتنا متواصلة ومشاريعنا العملاقة لا تتوقف، ومكانتنا الدولية هي الأفضل بفعل سياستنا الحكيمة والشفافة والداعمة لكل توجه يخدم البشرية بفضل القيادة الرشيدة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.