في محاولة لتجاوز الخلاف الناجم عن قضيّة الغوّاصات الأستراليّة

بايدن يبدأ مسار الثقة مع الرئيس الفرنسي

الرئيسية دولي

 

 

 

 

أكثر الرئيس الأميركي جو بايدن من بادرات المودّة حيال نظيره الفرنسي في محاولة لتجاوز الخلاف الناجم عن قضيّة الغوّاصات الأستراليّة، فيما كان إيمانويل ماكرون أكثر تحفّظًا، متحدّثًا عن “بدء مسار الثقة”.

ولم يألُ بايدن جهدًا حيال ماكرون الذي استقبله في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسيّة في الفاتيكان، مع مصافحات متكرّرة وبسمات عريضة وتشديد على “مودّته الكبيرة” لفرنسا “أقدم حليف للولايات المتحدة”.

واستمرّ اللقاء الثنائي الذي انضمّ إليه وفدا البلدين لاحقًا، ساعة ونصف ساعة تقريبًا.

وقال بايدن “ما قمنا به لم يكن ملائمًا ولم يكن على قدر كبير من اللياقة”، في أوضح  إقرار أميركي بالندم بشأن إعلان شراكة دفاعيّة مع أستراليا والمملكة المتحدة فاجأ فرنسا.

من جهته، قال ماكرون “أوضحنا ما ينبغي توضيحه” بشأن هذا التحالف في المحيطين الهادئ والهندي الذي كلّف فرنسا عقدًا ضخمًا لبيع أستراليا غوّاصات متطوّرة.

وأضاف الرئيس الفرنسي “ينبغي الآن التطلّع إلى المستقبل” الذي يشتمل على قرارات مشتركة “ملموسة جدًا تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة” حول المناخ والدفاع والابتكار.

وأكّد ماكرون أنّ على البلدين أيضًا “توفير توضيحات ضروريّة حول السيادة والدفاع الأوروبّيَين”.

ويريد ماكرون الحصول من واشنطن على مباركة صريحة لجهود فرنسا لبناء منظومة دفاعيّة أوروبية فعليّة. وكانت الولايات المتحدة أبدت فتورًا حيال هذه الفكرة، خصوصًا أنّها تقود حلف شمال الأطلسي.

وشدّد الرئيس الأميركي على أنّ فرنسا “شريك بالغ الأهمّية” لبلاده.

وتريد باريس أيضًا، دعمًا أكبر في عمليّات التدخّل العسكري الهادفة إلى مكافحة الإرهابيّين في منطقة الساحل. وقد أشاد ماكرون بأولى الإجراءات الملموسة التي اعتمدتها الولايات المتحدة على الأرض.

وتابع الرئيس الفرنسي “الثقة مثل الحبّ: الأقوال جيّدة، والبراهين أفضل”.

وقال بايدن لماكرون، في تصريح مفاجئ إلى حدّ ما، “كان لديّ انطباع بأنّ فرنسا قد أُبلِغت مسبقًا بأنّ عقد الغوّاصات الذي أبرمته مع أستراليا لن يتمّ. أمام الله، أؤكّد لكم أنّني لم أكن أعلم بأنّكم لم تكونوا” على دراية بذلك.

وستنخرط فرنسا والولايات المتحدة في “شراكة ثنائيّة حول الطاقة النظيفة” بحلول نهاية هذا العام، وفق ما جاء في بيان مشترك بعد لقاء الرئيسين.

كما ترغب “فرنسا والولايات المتحدة في تعزيز تعاونهما في مسائل الفضاء”، حسب البيان.

وفي ما يتعلّق ببناء دفاع أوروبي، فإنّ “الولايات المتحدة تُدرك أهمّية وجود دفاع أوروبي أقوى وأكثر عملانيّة” ويكون “مكملا لحلف شمال الأطلسي”، استنادًا إلى البيان.

كذلك، يريد رئيسا الدولتين إطلاق “حوار استراتيجي حول التجارة العسكريّة”، ولا سيّما بشأن تصاريح التصدير.

وتقول واشنطن أيضا إنّها “خصّصت موارد إضافيّة لمنطقة الساحل لدعم جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا ودول أوروبية أخرى”، وهو مطلب فرنسي.

فوجئت واشنطن بردّ فعل فرنسا الغاضب بعد الإعلان في منتصف سبتمبر عن التحالف الجديد الذي أطلِق عليه اسم “أوكوس” بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

بالإضافة إلى عدم استشارتها، شعرت باريس بخيبة أمل كبيرة من النتيجة الأولى لهذه الشراكة المتمثّلة بتخلّي أستراليا عن عقد ضخم لشراء غوّاصات فرنسيّة.

وبعدما استدعى السفير الفرنسي في واشنطن، انتظر ماكرون أسبوعًا قبل أن يتحدّث هاتفيًا مع بايدن في 22 سبتمبر، في مكالمة أتاحت بدء التهدئة. ثمّ أطلق الرئيسان “عمليّة مشاورات معمّقة” لإعادة الثقة التي تضرّرت كثيرًا بين الحليفين.

وقبل الرئيس الفرنسي، التقى بايدن الساعي إلى تعزيز تحالفات الولايات المتحدة الأوروبية التي أساء إليها سلفه دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

وخلال اللقاء، شدّدا على ضرورة “تطوير الدفاع الأوروبي”، على ما أعلنت الحكومة الإيطالية.

تأتي هذه اللقاءات عشيّة قمّة مجموعة العشرين يومي السبت والأحد في روما برئاسة إيطاليا.

ويُفترض أن تعلن القوى العظمى خلال هذه القمّة اتّفاقًا حول ضريبة دنيا تفرض على الشركات الدوليّة. لكنّ ثمة شكوكًا متواصلة حول إمكان إعلان تعهّدات قويّة بشأن المناخ قبل انعقاد مؤتمر الأطراف كوب26 في غلاسكو في اسكتلندا الأسبوع المقبل.ا.ف.ب


تعليقات الموقع