وطن التسامح

الإفتتاحية

وطن التسامح

التسامح لم يكن يوماً إلا أساساً وركيزة ثابتة تقوم عليها المسيرة الحضارية الرائدة التي جسدتها قيادتنا الرشيدة وشعبنا بالأفعال والمبادرات والمشاريع التي مدت من خلالها يد الخير نحو جميع الأمم حول العالم، لأن ما وصلنا إليه من كون قيمة التسامح من النعم في أرض المحبة والسلام، أردنا للجميع أيضاً أن يشاركنا أهميتها وأن يجني ثمار وجودها في أي مجتمع كان، فكانت بداية التركيبة المتعددة من رعايا أكثر من 200 جنسية يشكلون مجتمع الإمارات بتعددية فريدة أكسبته غنى وتميزاً وتفرداً وأنتج تجربة تعايش باتت تؤكد اعتزازنا بما وصلنا إليه، ثم كانت وثيقة الأخوة الإنسانية التي أسست إلى عهد جديد من التعاون والمحبة، وغير ذلك الكثير.
وتم ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال تقدمها في الكثير من المحافل الدولية، وسلسلة تشريعات تجرم الكراهية والبغض وتؤكد ضرورة نقاء قلب الإنسان وما يمثله ذلك من أهمية له ولمجتمعه ولكل من يتعاون معهم.
تأتي الدورة السنوية الخامسة للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش خلال الفترة من 14 وحتى 20 نوفمبر الحالي في معرض “إكسبو 2020 دبي” تحت شعار “على نهج زايد”، ليكتسب المهرجان معان أكثر عمقاً في الزمان والمكان الذين تحتضن فيهما الإمارات العالم أجمع، بآماله وطموحاته وتحدياته، وليكون المهرجان عالمياً حقاً، مجسداً حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز مبادئ التسامح والتعايش والأخوة الأمل والعمل المشترك، في الدولة والعالم، والعمل على ترسيخه كصفة مؤسسية بقدر ما هو ميزة حضارية نبيلة تعكس أرفع ما يمكن أن يحمله الإنسان ويجسد من خلاله شعبنا قيم وثوابت الدين الحنيف.
التسامح يعكس القوة.. وبقدر ما يكون الإنسان حاملاً لهذه القيمة، بقدر ما يكون قوياً ومنفتحاً ومتقبلاً للآخر ويتعامل مع التعددية وحتى الخلاف كحالة طبيعية، وها هم أبناء الوطن باتوا فرساناً في محافل الإنسانية ويمثلون الإمارات خير تمثيل في كل مكان ناقلين صورتها الحضارية ما جعلهم يحظون باحترام العالم أجمع لما يمثلونه من حالة حضارية مشرفة وما باتوا عليه من تقدم في جميع المجالات، واليوم صاروا المثال الحي والقدوة في التعايش والانفتاح والتآخي الإنساني
لقد بينت الإمارات دورها وما تؤمن به وطريقة تجسيده في الواقع الذي بات يلهب مخيلة جميع الحالمين بوضع أفضل حول العالم، وها هي التجربة الثرية والمتقدمة في مسيرتها تؤكد أن القيم أعمدة شامخة وقادرة على حمل كل ما نطمح إليه.. فالوطن الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، على القيم والمحبة والتسامح والتعايش كسب الرهان في ترسيخ مكانته بكل ما يضمن الارتقاء بالإنسان وما يجب أن يكون عليه.


تعليقات الموقع