الإمارات تعمل لخير العالم

الإفتتاحية الرئيسية

في إنجاز تاريخي مستحق، يأتي فوز الإمارات باستضافة “مؤتمر COP28 ” في العام 2023، الأكبر من نوعه عالمياً حول المناخ والذي يشارك فيه قادة وزعماء العالم بعد أن عكفت أكثر من 200 دولة على التباحث لمدة أسبوعين وعبرت عن ثقتها المطلقة بقدرات الإمارات على قيادة الجهود العالمية، وهي مكانة رفيعة بفضل عمل لم يتوقف منذ تأسيس الدولة والاستناد إلى الإرث الخالد للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي ألهم كافة التوجهات الوطنية منذ وقت مبكر للحفاظ على البيئة، وما تشكله خبرات دولة الإمارات الكبيرة من خزان معرفي يمكن النهل منه لمواجهة التحديات المناخية التي تهم جميع شعوب ودول العالم، إذ أن المؤتمر يشكل تجمعاً غير مسبوق تاريخياً قياساً على حجم المشاركة ومستواها، وأهمية الحدث وهو ما بين أهميته صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وما يشكله استضافة الحدث من حرص الدولة وما تعبّر عنه من اهتمام حقيقي وكبير بأحد أهم تحديات العالم المعاصر والمتمثل بالتغير المناخي وضرورة التعامل الجاد معه لحماية البيئة، وهو يعكس إيماناً دولياً واسعاً بقدرات الإمارات وشجاعتها عبر المسؤولية العالمية التي تحملها بكل ثقة، كما أنه يجسد استعداد وحرص الإمارات على احتضان ودعم ورعاية كل توجه عالمي واجب كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال تهنئته بإنجاز احتضان الحدث بقول سموه: ” نبارك لدولة الإمارات فوزها باستضافة أهم مؤتمر عالمي للمناخ COP28 في عام 2023 .. اختيار مستحق لدولتنا .. وسنضع كل إمكانياتنا لإنجاح المؤتمر .. وستبقى دولة الإمارات ملتزمة تجاه العمل المناخي العالمي لحماية كوكب الأرض”.
فوز الإمارات بتنظيم “المؤتمر” هو تفويض عالمي يُجسد الآمال الدولية على قدراتها الجبارة وقوتها في التعامل مع التحديات مهما عَظُمت، فهي وطن الأمل والنجاحات العظيمة والاستراتيجيات العملاقة والدعوة للتعاون الدولي كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقول سموه: “يسعدنا استضافة دولة الإمارات مؤتمر المناخ ” COP28 ” في عام 2023 .. تنسيق الجهود في العمل المناخي بين دول العالم، فرصة لتعزيز حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، ونرحب بالتعاون مع المجتمع الدولي لضمان ازدهار البشرية”.
المناخ والبيئة ومواردها هي مستقبل الكوكب بكل معنى الكلمة، والإمارات قادرة بفضل رؤى قيادتها على قيادة وتنظيم الجهود العالمية، وهي تبين دائماً أهمية الاستدامة واعتماد وسائل الطاقة النظيفة وحماية الموارد كضرورة أساسية للاهتمام بالمناخ الذي هو الحياة وكل ما سوى ذلك تهديد حقيقي لها.. هذا ما أدركته الدولة مبكراً في ظل قيادتها الرشيدة وعملت عليه وحققت إنجازات كبرى مشهود لها في كافة المحافل، وتجارب تسارع الكثير من الدول لتبنيها واستنساخها بعد أن استشعرت قوة وحجم الخطر الناجم عن عدم إيلاء الشأن المناخي الأهمية المناسبة.
كما تعد مواقف الإمارات وخططها الطموحة من جميع التفاهمات الدولية دليلاً كبيراً على الجهود المبذولة وطموحاتها على المستوى الدولي من حيث الالتزام وتبيان أهمية أن تحذو جميع الدول نحو الخط الصائب سواء لمستقبلها ذاته أو للمصلحة العالمية، فتحدي المناخ فوق طاقة أي دولة بمفردها ما لم يتم مواكبته بالمزيد من الالتزامات على الساحة العالمية لإحداث التغيير المطلوب الهادف لخير وصالح الشعوب ومستقبل أجيالها في الحصول على موارد تضع في الاعتبار تزايد سكان العالم والذي على سبيل المثال يُرجح أن يكون 9.7 مليار إنسان في العام 2050، وهو رقم مهول قياساً على الهدر القائم جراء الخلل في ميزان المناخ.
الثقة الدولية المطلقة في الإمارات تعكس مكانتها العالمية وقدراتها المتفردة وتجربتها التي تمكنها من طرح أفكارها القوية والتي تعكس قوة توجهها نحو المستقبل وإلمامها التام بجميع التحديات والطرق الأمثل للتعامل معها.. مبارك للإمارات هذه الثقة العالمية برسالتها وقدراتها.. وهنيئاً للعالم بجهود الإمارات ومساعيها التاريخية لخير الإنسان.


تعليقات الموقع