الإمارات: “عُمان منا ونحن منهم”

الإفتتاحية

الإمارات: “عُمان منا ونحن منهم”

 

علاقات الإمارات وعُمان عظيمة ورائدة بما يجسد الألق الحضاري لمسيرة الدولتين الشقيقتين، وما يميز الروابط الأخوية بينهما كنموذج مشرف يحتذى به على مر الزمان، وبفضل ما أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” من دعائم تعكس عمق الصلات والمصير المشترك، ونشعر بالفخر ونحن نرى ما تحققه سلطنة عمان الشقيقة من تنمية متزايدة وما تنعم به من تطور وتقدم، ونؤمن أن المستقبل واحد، وأن العلاقات التي تقوم على أسس راسخة وقوية من الثوابت المشرفة ستتواصل في ظل القيادة الحكيمة في الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وفي عُمان بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد حفظه الله في امتداد لما أرساه القائد المؤسس طيب الله ثراه والسلطان قابوس بن سعيد “رحمه الله”.

إن كل نجاح لدولة الإمارات أو لسلطنة عمان هو نجاح للأخرى، وتأكيد على أهمية التنمية الشاملة التي ينعم بها الجانبان، والاعتزاز بكل مسيرة رفعة ومجد، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال تهنئة السلطنة بيومها الوطني الـ51 بقول سموه: “نبارك لسلطنة عمان الشقيقة قيادة وشعباً عيدهم الوطني الواحد والخمسين. نبارك لأخي السلطان هيثم بن طارق حفظه الله المسيرة المباركة للنهضة العمانية المجيدة. أدام الله على شعب عمان مجده وعزه وسؤدده. وكل عام وأنتم بخير وأمان واستقرار”.

فعيد عُمان عيدنا وفرحهم فرحنا واحتفالنا بهم احتفال الأخ بأخيه ونجاحه وبما يعكس أمنياتنا للسلطنة بكل الخير، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقول سموه مهنئاً: “بكل حب نشارك أشقاءنا في عمان احتفالاتهم باليوم الوطني الـ 51.. نفرح لفرحهم ونسعد بعيدهم .. نسأل الله تعالى أن يديم عليهم الخير والازدهار”.

عندما يجتمع التاريخ والجغرافيا، فهما الشاهد والدافع الأكبر على نسيج من العلاقات التي تكتسب قوتها ومتانتها خاصة من خلال ارتكازها على قواعد صلبة لا تُفصم عراها من الجوار والتآخي والحرص المتبادل على مصلحة أطرافها، وهذا تماماً ما يميز علاقات دولتي الإمارات وعُمان الشقيقتين وإرثهما الذي تضرب جذوره عميقاً في التاريخ، مما أكسب العلاقات الأخوية خصوصية يتجسد فيها حرص قيادتي البلدين على تنميتها بشكل دائم لتكون مواكبة للتطلعات وما يجمع الشعبين من وشائج قوية تتفرد بقوة الروابط على الصعد كافة وإيمان عميق بوحدة مسار التاريخ والمصير.

المواقف المتطابقة والتكاملية لتوجهات الدولتين والحرص على بحث كافة القضايا سواء ما يتعلق منها بجهود تنمية العلاقات، أو القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، والحكمة في التعاطي تميز التوجهات والقرار السياسي في الإمارات وعُمان، وهو ما كان له أكبر الأثر في نتائج عظيمة تحققت تجاه الكثير من القضايا ودعماً لجهود أمن وسلامة واستقرار المنطقة والعمل للسلام انطلاقاً من الرؤى الثابتة، فكان التآخي والتعاون كما يجب أن يكون بين الأشقاء من سمات العلاقات الاستراتيجية المميزة بين الدولتين، والتخطيط لمستقبل مشرق ومزدهر ومتطور.

إن احتفالات الدولة تحت شعار “عمان منا ونحن منهم” لمشاركة الأشقاء في يومهم الوطني، يبين في دلالة تامة ما نعتز به من نهضة وتقدم السلطنة.. كل عام وعُمان بخير وإلى المزيد من الازدهار.


تعليقات الموقع