انطلق القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني “ضوء-1” إلى مداره بنجاح عبر محطة الفضاء الدولية وبالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية.
ويعد “ضوء-1” مبادرة تعاونية بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبوظبي.
وقد نسّقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية عملية إطلاق القمر الاصطناعي “ضوء-1” من مركز تسوكوبا الفضائي في اليابان، حيث تم نقل وقائع الإطلاق في بث مباشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي.
ويمثل القمر الاصطناعي “ضوء-1” المهمة العلمية الأولى في المنطقة لرصد ودراسة أشعة غاما الأرضية الصادرة عن البرق والعواصف الرعدية.
وستتم مشاركة البيانات التي سيجمعها “ضوء-1” بهدف الاستفادة من علوم الفضاء لدعم التطور الاقتصادي المستدام على مستوى عالمي لدعم التحليلات العلمية وتشجيع التعاون مع المراكز البحثية في جميع أنحاء العالم.
وطور وصمم القمر الاصطناعي “ضوء-1” فريق ضم 22 طالباً وطالبة من جامعة خليفة، منهم 9 من البحرين و10 إماراتيين و3 دوليين تحت إشراف الدكتور فراس جرار، مدير مختبر ياه سات للفضاء وأستاذ مساعد في الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة.
وأشرف على فريق طلبة جامعة نيويورك أبوظبي المكون من 10 منهم 5 طلاب إماراتيين و5 دوليين كل من الدكتور فرانشيسكو أرنيودو، رئيس برنامج الفيزياء والدكتور مالوري روبيرتس، الأستاذ في الفيزياء، وقد ركز الفريق على تطوير حمولة “ضوء-1” التي تُعرف بـ “كاشف الغلاف الجوي السريع”.
وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة: “يعكس إطلاق القمر الاصطناعي ضوء-1 إلى مداره عبر محطة الفضاء الدولية مستوى التعاون الوثيق بين الشركاء، كما يعكس التطور التقني الذي أظهره الطلبة في دولة الإمارات بإشراف الخبراء الذين قدموا لهم التوجيه اللازم”.
وأضاف: “تمثل هذه المبادرة التعاونية نموذجاً متميزاً لما يمكن أن يحققه الباحثون في العالم العربي بوصول ضوء-1 إلى مداره، حيث سيقوم بتنفيذ مهمته المتمحورة حول دراسة أشعة غاما الأرضية وأثرها على المركبات الفضائية ووسائل الطيران الأخرى، والذي يدعم بدوره التحليلات العلمية في مجال الفضاء. وفي هذا الصدد يسعدنا أن نتعاون مع الأشقاء في البحرين في مجال التطوير العلمي الذي سيخدم دولتنا والعالم أجمع، إضافة للجهود الكبيرة التي قدمتها الجامعات المحلية”.
من جانبها توجهت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي بالتهنئة لفريق العمل في جامعة نيويورك أبوظبي المكون من الطلاب والأساتذة على نجاح جهودهم ومساهماتهم في هذا الإنجاز التاريخي، وخصوصاً فيما يتعلق بالأجهزة العلمية التي تضمنتها المهمة”.
وأضافت: “تفتخر جامعة نيويورك أبوظبي بالتنوع الثقافي والتميز الأكاديمي، ونرى في إطلاق القمر الصناعي “ضوء – 1″ من محطة الفضاء الدولية خير تجسيد لهاتين الميزتين، حيث تضافرت جهود المؤسسات والباحثين على اختلاف جنسياتهم وتخصصاتهم لتحقيق هدف موحّد ونأمل أن يشكّل القمر الصناعي الجديد مصدراً للمزيد من المعلومات حول ومضات أشعة غاما الأرضية وأن يسهم في حياة البشر حول العالم”.
من جهته رفع سعادة الدكتور المهندس محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى قيادة دولة الإمارات بمناسبة نجاح إطلاق القمر الصناعي البحريني الإماراتي المشترك “ضوء – 1” إلى مداره الفضائي.
وأضاف: “إن توجيهات ودعم القيادة الحكيمة كانت وما تزال هي الدافع الرئيس للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء طوال مسيرتها لتحقيق الإنجازات المتتالية وللدخول بثبات في مجال الفضاء بما يمهد لتنفيذ مزيد من المشاريع بما يحقق الطموح الوطني”.
وأشاد بالمتابعة الحثيثة لأعمال الهيئة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى والتي ساهمت في تحفيز منتسبي الهيئة وبذلهم قصارى جهدهم لاكتساب العلوم والمهارات الحديثة ليشكلوا النواة الأولى من الكفاءات الوطنية المتخصصة في قطاع الفضاء، ويساهمون في تنفيذ مشاريع الهيئة المستقبلية خدمة لمملكة البحرين.
وأوضح أن هذا المشروع يعتبر نموذجاً يحتذى به للتعاون العلمي والتقني لخدمة البشرية عبر الاستغلال السلمي للفضاء، وأن الهيئة ماضية قدماً في تنفيذ المزيد من المشاريع لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
من جانبه، قال شيهو أوغاوا، مدير مركز وحدة الاختبارات اليابانية التابع لمديرية تكنولوجيا الرحلات الفضائية في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية: “أسهمت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية منذ إبرامها اتفاقية التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء عام 2016 بالعمل على العديد من المشاريع التي شملت مشروع ضوء-1، حيث تمكن فريق ضوء-1 ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية من التغلب على جميع التحديات التي واجهوها خلال عملية التطوير والتنفيذ في وحدة الاختبارات اليابانية كيبو”.
وأضاف: “يسعدنا في هذا الإطار أن ندعم مشروع ضوء-1 لأن نجاحه يمثل فخرًا للدولتين، كما نأمل بتوسيع نطاق التعاونات في مجال الفضاء بين كل من دولة الإمارات واليابان. حان الوقت للانطلاق للفضاء لبدء المهمات وتحقيق النجاحات في جميع المهمات الموكلة لمشروع ضوء-1”.
وستتم دراسة أثر الطاقة العالية لانبعاثات أشعة غاما في الغلاف الجوي والمركبات الفضائية وصحة الإنسان وطواقم الرحلات بشكل خاص من خلال “ضوء-1″، فعندما تخترق هذه الأشعة هياكل المركبات الجوية، ستسهم بيانات “ضوء-1” في تحسين درجة فهم التعرض للإشعاع.
وتم تصميم نظام كاشف أشعة غاما في “ضوء-1” وتجميعه بقالب متميز عبر الاستعانة بأجهزة كشف حديثة ومتطورة، ويعد هذا النظام منافسًا للأقمار الاصطناعية الكبيرة ويمكنه توفير أداء فعال في تحليل أشعة غاما الأرضية، وبفضل التكنولوجيا المبتكرة قد يصبح “ضوء-1” مستكشف المهام الصعبة والكبيرة التي تستهدف أشعة غاما مستقبلاً. وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.