مدير عام “إكبا” بالإنابة: الإمارات تولي ملف الأمن الغذائي أولوية كبرى ضمن خططها التنموية

الإمارات

 

 

 

 

 

أكدت الدكتورة طريفة الزعابي المدير العام بالإنابة للمركز الدولي للزراعة الملحية “إكبا” أن الإمارات تولي ملف الأمن الغذائي أولوية كبرى ضمن خططها التنموية وتحرص على استخدام أحدث الأساليب العلمية للنهوض به وزيادة إنتاجيته ومواجهة التحديات التي تواجه البشرية، ما يمثل ركيزة استراتيجية لتحقيق مستهدفات الدولة من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

وأعربت عن شكرها لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لمركز “إكبا”، منوهة بالدعم الذي تقدمه القيادة للمركز على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

وأضافت الزعابي في حوار لوكالة أنباء الإمارات “وام”.. أن مركز إكبا والذي تأسس عام 1999، وفر أفضل ممارسات الزراعات الملحية التي طورها خبراؤه وقدمها لأكثر من 30 ألف مزارع، لافتة إلى أن الإمارات تعمل بشكل فريد على تحسين الأمن الغذائي والتغذية، وتعزيز الأمن المائي والاستدامة البيئية، وإيجاد فرص العمل وسبل العيش في البيئات الهامشية ومناطق العالم التي تواجه مشاكل الملوحة وندرة المياه والجفاف.

وأوضحت أن المركز يمتلك فريقاً دولياً من العلماء والمختصين الذين يعملون على تطوير حلول مبتكرة بدلاً من السائدة، فضلاً عن قدرته على تنفيذ البحوث وتوفير المعرفة الفريدة حول الملوحة وندرة المياه في البيئات الهامشية، وامتلاكه لمجموعة كبيرة من الأصول الوراثية لأنواع النباتات التي تتحمل الجفاف والحرارة والملوحة في العالم، علاوة على توفير فرق بحثية متعددة التخصصات ومنشآت بحثية عالمية المستوى.

وأشارت المدير العام بالإنابة للمركز الدولي للزراعة الملحية، إلى أن الرؤية تهدف لضمان سبل العيش المستدامة والأمن الغذائي لجميع الذين يعيشون في البيئات الهامشية، حيث يساهم المركز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتة إلى أن مشاريع البحث من أجل التنمية تأتي في إطار أربعة مواضيع ابتكارية بحثية هي: إدارة الموارد الطبيعية في البيئات الهامشية، ونمذجة تغير المناخ والتكيف معه، وتحسين المحاصيل والإنتاج المستدام، والأنظمة المتكاملة للزراعة المائي.

وذكرت أن حوالي 90% من أشجار النخيل في العالم تُزرع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يعتمد العديد من المزارعين اعتماداً كبيراً على إنتاج نخيل التمر لكسب عيشهم، لذلك لابد من تطوير حلول فعالة للتعامل مع الضغوط الحيوية وغير الحيوية، مؤكدة على ضرورة تحديد أصناف نخيل التمر الأكثر تحملاً للضغوط الحيوية وغير الحيوية، إضافة إلى الحاجة إلى نهج متكاملة لتوفير المياه والمدخلات الأخرى، ومكافحة الآفات والأمراض وضمان غلات أعلى في الظروف البيئية القاسية.

وأضافت أن برنامج إكبا البحثي حول نخيل التمر نفذ تجارب مختلفة في دولة الإمارات منذ 2002 لتحديد التأثير طويل المدى للري بالمياه المالحة على نمو نخيل التمر والإنتاجية وجودة الثمار وتأثير الملوحة على التربة، مضيفة أن التجارب أجريت على 18 نوعاً من نخيل التمر من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بما في ذلك أصناف نبتة سلطان وأم الحمام، والتي بينت النتائج أنها شديدة الحساسية للملوحة.

ولفتت إلى أن المركز يمتلك بيانات إنتاجية المياه التي تساعد على تقليل الري في الظروف المحلية بنسبة تصل إلى 50%، كما اختبر المركز العديد من تقنيات توفير المياه، بما في ذلك الهلاميات المائية وأنظمة الري تحت السطحية، وتظهر النتائج أن هذه التقنيات تساعد في تحقيق وفورات في المياه بنسبة 25 – 82% دون أي تأثير سلبي على الغلة.

وأضافت، أن إكبا يُقيّم أيضاً فعالية التقنيات المختلفة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، بما في ذلك المصائد الفيرمونية، والفخاخ التقليدية، والمعالجة الكيميائية، والمعالجة العضوية الصديقة للبيئة، والأجهزة الإلكترونية، علاوة على اختبار وتنفيذ نظام إنترنت الأشياء “IoT” وجمع البيانات المستندة إلى الطائرات بدون طيار المدمجة في منصة تحليل الذكاء الاصطناعي القائمة على نظم المعلومات الجغرافية لمراقبة مزارع النخيل “حلول إدارة النخيل الذكية”.
وأردفت، أنه نظراً لأن إنتاج نخيل التمر في المنطقة يواجه مجموعة من التحديات، فمن المهم تطوير حلول إدارة متكاملة لنخيل التمر، حيث يهدف برنامج إكبا البحثي حول نخيل التمر إلى تلبية الحاجة إلى مثل هذه الحلول ودعم الجهود التي تبذلها المنظمات الأخرى لتحسين سبل عيش منتجي النخيل في المنطقة وخارجها.

وذكرت الزعابي، أن إكبا يمتلك بنكًا جينيًا فريدًا يحتوي على مجموعات كبيرة من الأصول الوراثية لأنواع النباتات التي تتحمل الجفاف والحرارة والملوحة في العالم، ويوجد في البنك الوراثي أكثر من 16 ألف سلالة نباتية من حوالي 300 نوع نباتي من أكثر من 150 بلداً ومنطقة من حول العالم، ويشمل أيضاً حوالي 270 عينة من 70 نوعاً من النباتات البرية والمزروعة من الإمارات العربية المتحدة، مضيفة أن البنك الوراثي يضم حوالي 5 آلاف سلالة نباتية من الشعير، أحد أكبر المدخلات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أكثر من 1200 سلالة من الكينوا، المجموعة الأكبر من نوعها خارج أمريكا الجنوبية.

وقالت إنه كجزء من الحفاظ على الموارد الوراثية النباتية في دولة الإمارات، ينفذ المركز جولات استكشافية منتظمة إلى مواقع مختلفة من الدولة لجمع بعض الأنواع المحلية المهمة وإيداعها في البنك الوراثي للاحتياجات المستقبلية، وتمكن علماؤنا من تحديد ودراسة أربعة أنواع وراثية من الحبوب المحلية “نوع من الشعير وثلاثة من القمح” من إمارة رأس الخيمة، والمحافظة على عشب الحلفاء من الانقراض المحتمل، واكتشاف وتوثيق 30 نوعاً نباتياً لم يكن معروفاً أنها موجودة في الدولة سابقاً.

وبيّـنت الزعابي، أن إكبا يوفر أيضاً عينات من البذور لمؤسسات مختلفة حول العالم للبحث والتربية والإدخال حيث وزع المركز حتى الآن ما يقرب من 9 آلاف عينة بذور على العلماء والمزارعين وأصحاب المصلحة الآخرين في 60 بلداً.

وحول مختبر علوم الحياة الصحراوية، قالت إنه مشروع مشترك بين إكبا ومؤسسة BGI الصينية التي تعتبر أكبر مؤسسة أبحاث جينومية في العالم، حيث صُمم مختبر علوم الحياة الصحراوية بهدف تنفيذ التعقب السريع لاكتشاف وتطوير الأغذية والمحاصيل الأخرى المناسبة للبيئات الهامشية، وهي النظم البيئية الزراعية المقيدة بمجموعة من العوامل مثل ندرة المياه، وملوحة التربة والمياه، والحرارة والجفاف، وغيرها من العوامل، كما يوفر مختبر علوم الحياة الصحراوية خدمات للمؤسسات العامة والخاصة في الإمارات وغيرها من البلدان، بما في ذلك تنفيذ أنواع مختلفة من إعادة تحديد تسلسل كامل للجينوم، وتحديد الطراز الوراثي عن طريق تحديد التسلسل، وكذلك إجراء بحوث الجينوم البيئية، ونسخ الحمض النووي الريبي وتسلسله وغيرها من البحوث.
ولفتت الزعابي إلى أن مكتبة المختبر توفر فرصاً لتعزيز قدرات العلماء والمتخصصين والطلاب في مجال الأبحاث الجينية في الإمارات وخارجها، وأنها تعزز استخدام المناهج والأدوات الجينومية والبيوتكنولوجية من خلال تنمية القدرات الفردية والمؤسسية. وام


تعليقات الموقع