أكدت أن قادة الحركة يعدّلون منهجيتها وتفاعلها باستمرار

محاضرة لـ “تريندز – دبي” تبحث في أسباب وعوامل “صعود الحركة الإسلامية في إسرائيل”

الإمارات

 

 

 

 

دبي – الوطن:

 

أكدت خبيرة في الحركات الإسلامية، أن “الحركة الإسلامية في إسرائيل” سعت منذ سبعينيات القرن الماضي إلى إعادة خلق وتعزيز هوية عربية فلسطينية مسلمة بين جمهورها من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، متخذة من المؤسسات التعليمية والدينية منصة لتعليم الفلسطينيين في إسرائيل الإسلام والتاريخ الفلسطيني القديم والحديث، فضلاً عن مكانتهم الحالية كمواطنين أصليين غير يهود في إسرائيل، وتحسين مستواهم في اللغة العربية.

وأشارت الدكتورة تيلدا روزمر الأستاذ المساعد في جامعة زايد، مؤلفة كتاب “الحركة الإسلامية في إسرائيل”، إلى أن الحركة تحقق صعوداً ونمواً في أوساط المجتمعات الإسرائيلية، وباتت أنشطتها الاجتماعية والسياسية حاضرة في جميع أنحاء إسرائيل، مبينة أن الحركة نمت في إسرائيل وتحولت من حركة نشاط شعبي إلى لاعب في الميدان السياسي الإسرائيلي خلال منتصف القرن الماضي.

جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان: “صعود الحركة الإسلامية في إسرائيل”، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات – دبي، وقدمت للمحاضرة العنود الحوسني الباحثة في “تريندز”، بمشاركة فهد عيسى المهري، مدير مكتب “تريندز” في دبي ومدير إدارة الباروميتر العالمي في “تريندز”، والدكتور كريستيان ألكساندر رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في “تريندز”، وألقتها الدكتورة تيلدا روزمر الأستاذ المساعد في جامعة زايد.

هوية جماعية

بدورها، رحبت العنود الحوسني الباحثة في “تريندز”، بالإنابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي بالدكتورة تيلدا روزمر، مبينة أن المحاضرة تبحث في أسباب وعوامل تشكيل الهوية الجماعية والحركات الدينية السياسية، مع التركيز بشكل خاص على إسرائيل وفلسطين في مجلات مُحكَّمة، مضيفة أن المحاضرة تستعرض كتاب “الحركة الإسلامية في إسرائيل”، وهو الكتاب الوحيد باللغة الإنجليزية الذي يروي كيف نشأت الحركة الإسلامية في إسرائيل وتطورت إلى منظمة شعبية تركز على حماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومواقعه الدينية من اتجاهات مختلفة.

نهج غير عنيف

إلى ذلك، بينت الدكتورة تيلدا روزمر الأستاذ المساعد في جامعة زايد أن الحركة الإسلامية في إسرائيل أُنشئت في بداية ثمانينيات القرن العشرين، متبنّية نهجاً غير عنيف يركز على أسلمة مجتمعها من القاعدة إلى القمة، إضافة إلى تلبية احتياجات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، وتتمثل أهدافها في حماية الأرض والمواقع الدينية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وأوضحت الدكتورة تيلدا أنه، استجابة للوقائع المتغيرة في السياق الاجتماعي والسياسي الإسرائيلي، يقوم قادة هذه الحركة ونشطاؤها باستمرار بتعديل منهجيتها وتفاعلها مع الدولة وأحياناً يختلفون حول ذلك، مضيفة أن ما يسمى بالفرع الشمالي للحركة تم حظره في عام 2015، في حين أن ما يسمى بالفرع الجنوبي هو اليوم جزء من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن قادة الفرعين اتبعوا نُهُجاً مختلفة تجاه الدولة حتى حُظر الفرع الشمالي، فقد ظل الفرعان مرتبطين ومكرَّسين لتوفير الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية المطلوبة في البلدات والقرى الفلسطينية داخل إسرائيل.

وذكرت تيلدا روزمر أن كلا الفرعين يستندان في نشاطهما إلى أجندات الأسلمة والفلسفة والتعريب، والتي يتم تشكيلها ونشرها عبر الشبكة الموسعة للحركة من المساجد والمؤسسات والمنظمات التعليمية والاجتماعية، مشيرة إلى أن كتابها يتناول هذه الحركة من ناحية تأسيسها ومواقفها من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، كما يبحث الكتاب ويحلل كيفية استخدام التعليم لمناقشة القضايا الدينية والسياسية بشكل أساسي.

نشأة الحركة الإسلامية

من جانبه، قال فهد عيسى المهري، مدير مكتب “تريندز” في دبي ومدير إدارة الباروميتر العالمي في “تريندز”، إن المحاضرة ناقشت كتاب “الحركة الإسلامية في إسرائيل” الذي يتطرق إلى قضايا متنوعة، ويروي قصة الحركة وهويتها وأنشطتها، باستخدام المقابلات مع قادة ونشطاء الحركة، ووثائقهم، ما يعزز من موثوقية المعلومات ودقتها، مضيفاً أن الدكتورة تيلدا روزمر استعرضت خلال المحاضرة أيضاً تاريخ الحركة الإسلامية في إسرائيل من أيامها الأولى إلى انشقاقها عام 1996.

وأشار المهري إلى أن المحاضرة تطرقت إلى علاقة الحركة بالدولة الإسرائيلية، حيث يضيف الكتاب وصفاً جديداً ومفصَّلاً لغاية النشاط السياسي والاجتماعي المستمر منذ عقود للحركة داخل إسرائيل، كما ركزت الدكتورة تيلدا روزمر على نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل، وتحولها إلى حركة اجتماعية وسياسية على مستوى إسرائيل، حتى أصبحت تمتلك مقاعد في الكنيست الإسرائيلي، متناولة بعض عوامل اختلاف هذه الحركة عن مثيلاتها من حركات الإسلام السياسي، والعوامل الداعمة لنموها وانتشارها.


تعليقات الموقع